«أنواع كان في لسان العرب»
«أنواع كان في لسان العرب».
1-
كان الناقصة:
وهي الناسخة للمبتدإ وخبره، فترفع
المبتدأ على أنه اسمها، وتنصب الخبر على أنه خبرها، نحو: «كان زيدٌ قائمًا»،
وتُعرب «كَانَ» فِعلا ماضيا ناسخا ناقصا مبنيا على الفتح، ويُعرب ما تصرف منها
بحسب موقعه الإعرابي، ويُعرب «زَيْدٌ» اسمها مرفوعا بها، فهي العامل فيه على
الصحيح خلافا للكوفيين، و «قَائِمًا» خبرها، وليس حالا لزيد كما يقول الكوفيون،
وليس مشبها بالحال كما يقول الفراء.
ولا يَلزم أن يكون الحدثُ الواقعُ
في الماضي مع كان الناقصة دالًّا على زمن وَقَعَ وانْقَضَى، بل قد تكون
مَنْزَوعَةَ الزمن، دالة على مجرد الحدث.
-------------------------------------
2-
كان التامة:
وهي التي بمعنى الوجود والحدوث،
وتَدل على زمن وَقَعَ وانْقَضَى، ولا تَطلب إلا فَاعِلًا، كما في قوله تعالى:
«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ»، وتُعرب «كَانَ» فِعلا ماضيا تاما
مبنيا، ويُعرب ما تصرف منها بحسب موقعه الإعرابي، ففي الآية يُعرب «تَكُونَ» فعلا
مضارعا منصوبا بأن مضمرة بعد حتى، ويُعرب معمولها وهو «فِتْنَةٌ» فاعلا مرفوعا بها.
-------------------------------------
كان الشأنية:
وهي التي تأتي بمعنى الشَّأْنِ
والحِكاية، فَتَطْلُبُ اسمين، وتَرفع كليهما، نحو: «كَانَ زَيْدٌ قَائِمٌ»، أي:
كان الشأن وحكاية حال زيد أنه قائم.
وتُعرب «كَانَ» الشأنية ناقصة أو
تامة على خلاف بينهم في ذلك، ويكون اسمها مرفوعا، وهو ضمير الشأن مستتر تقديره
«هُوَ»، والجملة من «زَيْدٌ قَائِمٌ» في محل رفع خبر لها أو في محل نصب على خلاف،
فترفع كان الشأنية حينئذ المبتدأ بغير خلاف، وترفع جملة الخبر أو تنصبها على خلاف.
ومن الشواهد قول الشاعر:
إِذَا مُتُّ كَانَ النَّاسُ
صِنْفَانِ شَامِتٌ *** وآخَرُ مُثْنٍ بِالَّذِي كُنْتُ أَصْنَعُ
وقد تُحذف على قلة، كما في قول
الشاعر:
ونُبِّئتُ ليلى أرسلت بشفاعةٍ ***
إليّ فهلّا نَفْسُ ليلى شَفيعُها
وخرَّجه بعضهم على إضمار «كَانَ»
الشانية، وجعل الجملة المذكورة خبرها، والتقدير: فهلَّا كَانَ الأمرُ والشأنُ
نَفْسُ ليلى شَفيعُها.
-------------------------------------
كان الزائدة:
وهي التي تدخل في الكلام حشوا للصلة
والتوكيد، ولا تَطلب شيئا، وضابطها جواز حذفها مع استقامة المعنى، وهي تامة خلافا
لبعض النحاة؛ حيث يجعلونها ناقصة حُذف اسمها وخبرها.
ولها مواضع معروفة عند النحاة، نصوا
عليها في كتبهم:
فتقع بين المبتدإ وخبره، نحو:
«زَيْدٌ كَانَ كَرِيمٌ».
وبين الموصول وصلته، نحو: «جَاءَ
الذي كَانَ قَامَ أَبُوهُ».
وبين «مَا» التعجبية وفِعْلِ
التَعَجُّبِ، نحو: «مَا كَانَ أَكْرَمَ عَمْرًا».
وبين العاطف والمعطوف، كما قال
الفرزدق من الكامل:
فِي لُجَّةٍ غَمَرَتْ أَبَاكَ
بِحُوْرُهَا *** فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ وَالإِسْلاَمِ
وبين «نِعْمَ» وفاعلها، نحو قول
الشاعر من الكامل أيضا:
وَلَبِسْتُ سِرْبَالَ الشَّبَابِ
أَزُورُهَا *** وَلَنِعْمَ كَانَ شَبِيبَةُ الْمُحْتَالِ
ومن زيادتها بين جزأي الجملة قول
قيس بن غالب البدري: «ولدت فاطمة بنت الخُرْشُب الكملة من بني عبس لم يُوجد كان
مثلُهم».
وشَذَّتْ زيادتها بين الجار
والمجرور، كقول الشاعر «من الوافر»:
سَرَاةُ بَنِيْ أَبِي بَكْرٍ
تَسَامَى *** عَلَى كَانَ الْمُسَوَّمَةِ العَرابِ
وقد تُزاد بغير لفظ الماضي كالمضارع
مثلا على ندرة، كقول أم عقيل «من الرجز»:
أَنْتَ تَكُونُ مَاجِدٌ نَبِيل ...
إذَا تَهُبُّ شَمْأَلٌ بَلِيلُ
هذا، والله أعلم.
وكتب أبو زياد محمد بن سعيد البحيري
___________________________________________
انظر شرح التسهيل لا بن مالك (4/114)، وشرح الأشموني
على الألفية (1/244)، وشرح التصريح (1/191)، وشرح ابن عقيل (1/147) وهمع الهوامع (1/
120).
0 التعليقات:
إرسال تعليق