الفعل الثلاثي المزيد
انتقل الناظم إلى بيان الفعل المزيد، والفعل المزيد هو ما زيد على ماضيه الثلاثي حرف أو حرفان أو ثلاثة، وينقسم إلى قسمين:
الدرس الخامس من شرح نظم المقصود فى علم الصرف
قال الناظم
زَيْدُ الثُّلَاثِيْ أَرْبَعٌ مَعْ عَــــــشْرِ
|
وَهْيَ لِأَقْـسَـامٍ ثَـلَاثٍ تَـجْـرِي
| |
أَوَّلُهَا الرُّبَاعِي مِثْلُ أَكْـــــــرَمَا
|
وَفَــعَّـلَا وَفَـاعَـلَا كَخَاصَمَــا
| |
وَاخْصُصْ خُمَاسِيًّا بِذِي الأَوْزَانِ
|
فَـبَـدْؤُهَا كَـانْكَـسَرَا وَالثَّـانِي
| |
اِفْـتَعَلَ افْـعَلَّ كَذَا تَفَـــــــــعَّلَا
|
نَــحْوُ تَعَــلَّمَ وَزِدْ تَفَاعَـــلَا
| |
ثُمَّ السُّدَاسِي اسْتَفْعَلَا وَافْعَوْعَـلَا
|
وَافْعَــوَّلَ افْعَـنْلَى يَـلِيهِ افْعَنْلَـلَا
| |
وَافْعَالَ مَا قَدْ صَاحَبَ اللَّامَــينِ
|
..........................................
|
انتقل الناظم إلى بيان الفعل المزيد، والفعل المزيد هو ما زيد على ماضيه الثلاثي حرف أو حرفان أو ثلاثة، وينقسم إلى قسمين:
(ثلاثي مزيد، ورباعي مزيد)، فأما الثلاثي المزيد، فقد يكون (مزيدا بحرف واحد، أو حرفين، أو ثلاثة)، وأما الرباعي المزيد، فقد يكون (مزيدا بحرف واحد، أو حرفين)، ولا يكون مزيدا بثلاثة حروف، لأن الفعل المزيد لا يكون أكثر من ستة أحرف، بخلاف الاسم فقد يكون على سبعة أحرف لخفته.
وبدأ بذكر الفعل الثلاثي المزيد.
فقال: (زَيْدُ الثُّلَاثِيْ أَرْبَعٌ مَعْ عَــشْرِ): زَيْدُ مصدر زاد، أراد به مزيد الفعل الماضي الثلاثي، وله أربعة عشر وزنا، حذف التاء من أربعة لعدم ذكر المعدود.
قال: (وَهْيَ لِأَقْسَامٍ ثَلَاثٍ تَجْرِي): يعنى: هذه الأربعة عشر وزنا تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
فإما أن تزيد على الفعل الثلاثي حرفا واحدا، فيكون من الرباعي المزيد وهذا القسم الأول.
وإما أن تزيد عليه حرفين، فيكون من الخماسي المزيد، وهذا القسم الثاني.
وإما أن تزيد ثلاثة حروف، فيكون من السداسي المزيد، وهذا القسم الثالث.
فأما الثلاثي المزيد بحرف واحد، فقد أشار إليه بقوله: (أَوَّلُهَا الرُّبَاعِي مِثْلُ أَكْـرَمَا):
يعنى: الوزن الأول من مزيد الرباعي (أَكْـرَمَا) وهو وزن (أَفْعَلَ)، عبر بالمثال، وزاد الألف للإطلاق، والهمزة في (أكرم) همزة قطع.
فإذا وجدت فعلا رباعيا على وزن أَفْعَلَ، فاعلم أنه ثلاثي الأصل زيد عليه حرف واحد، مثل (أَكْـرَمَ) أصله (كَرُمَ)، زيدت عليه الألف، وكذا (أقَامَ)، أصله (قَامَ)، و(أعْطَي) أصله (عَطَي).
ثم قال: (وَفَــعَّـلَا وَفَـاعَـلَا كَخَاصَمَــا).
ذكر في هذا البيت وزنين آخرين للثلاثي المزيد بحرف واحد، وهما (فَــعَّـلَ، وفَـاعَـلَ) فيصبح العدد ثلاثة أوزان.
أما (فَــعَّـلَ): فمثل (قَدَّمَ) أصله، قَدُمَ، ضُعِّفَتْ عين الفعل التي هي الدال هنا، وأدغمت الدال في الدال فأصبح (قَدَّمَ).
وأما (فَـاعَـلَ): مثل له الناظم بقوله (كَخَاصَمَـا) أي: مثل قولك: خاصم، وزاد الألف للإطلاق، ومثله (قَاتَلَ) بزيادة ألف بين فاء الفعل وعينه، أصله (قَـتَـلَ)، زيدت الألف بين القاف والتاء، فأصبح (قَاتَلَ).
ثم انتقل إلى الثلاثي الذي زيد عليه حرفان، ويسمي بالخماسي المزيد، أو مزيد الثلاثي بحرفين، وإليه أشار بقوله:
وَاخْصُصْ خُمَاسِيًّا بِذِي الأَوْزَانِ *** فَـبَـدْؤُهَا كَـانْكَـسَرَا وَالثَّـانِي
يعنى: واخصص أيها الصرفي الفعل الخماسي المزيد من الثلاثي، بهذه الأوزان التي سأذكرها لك، وهي: (فَـبَـدْؤُهَا كَـانْكَـسَرَا)
يعنى: بداية هذه الأوزان ما كان على وزن (انكسر) أي (انْفَعَلَ)، عبر بالمثال عن الوزن، وزاد الألف للإطلاق.
وَالثَّـانِي: اِفْـتَعَلَ افْـعَلَّ كَذَا تَفَـعَّلَا *** نَــحْوُ تَعَــلَّمَ وَزِدْ تَفَاعَـــلَا
يعنى: والوزن الثاني (اِفْـتَعَلَ): مثل (اجْتَمَعَ)، و(اتَّصَلَ).
والثالث: (افْـعَلَّ): مثل (احْـمَـرَّ)، و(ابْـيَـضَّ).
الرابع: (تَفَـعَّلَا): مثل له الناظم بقوله (نَــحْوُ تَعَــلَّمَ)، وزاد الألف للإطلاق.
والخامس: (تَفَاعَـــلَا): نحو (تَـجـاهَـلَ).
ثم انتقل إلى الثلاثي الذي زيد عليه ثلاثة حروف، ويسمي بالسداسي المزيد، أو مزيد الثلاثي بثلاثة حروف، وإليه أشار بقوله:
ثُمَّ السُّدَاسِي اسْتَفْعَلَا وَافْعَوْعَـلَا *** وَافْعَــوَّلَ افْعَـنْلَى يَـلِيهِ افْعَنْلَـلَا
وَافْعَالَ مَا قَدْ صَاحَبَ اللَّامَــينِ *** ..............................
ثم السداسي: له ستة أوزان، ذكرها على الترتيب، وزاد الألف للإطلاق في بعضها.
الأول: (اسْتَفْعَلَ): مثل (اسْتَغْفَرَ)، أصله الثلاثي (غَفَرَ) زيدت عليه (است).
الثاني: (افْعَوْعَـلَ): مثل (اعْشَوْشَبَ)، أصله (عَشَبَ)، من العشب، وتقول (اعْشَوْشَبَ المكان) إذا كثر فيه العشب.
الثالث: (افْعَــوَّلَ): مثل (اعْلَوَّطَ) كما مثل ابن مالك في اللامية، تقول (اعْلَوَّطَ الفرس) إذا رُكِبَ بغير سرج، ويقال: اعْلوَّط البعيرَ: تعلَّق بعنُقِه وعَلاهُ.
وأصله من الثلاثي (عَلَطَ)، تقول: عَلَطَ البعيرَ، إذا كوَاهُ فأَعلَمه بعلامة فيه.
الرابع: (افْعَـنْلَى): مثل (اسْلَنْـقَـي)، وأصله من الثلاثي (سَلَقَ).
الخامس: (افْعَنْلَـلَ): مثل (اقْعَنْسَسَ)، تقول: اقْعَنْسَسَ الرجلُ إذا رجع متأخرا إلى الخلف، وأصله من الثلاثي (قَعَسَ).
السادس: (افْعَالَ): مثل (اصْفَارَّ، واحْـمَـارَّ)، ولم يشدد الناظم اللام للوزن، وأشار إليها بقوله (مَا قَدْ صَاحَبَ اللَّامَــينِ): يعنى: مدة مصاحبته اللامين.
إذن الأقسام الثلاثة هي:
الأول: إما أن تزيد على الفعل الثلاثي حرفا واحدا، فيكون من المزيد الرباعي، وهذا له ثلاثة أوزان (أَفْعَلَ، فَــعَّـلَ، فَـاعَـلَ).
وإما أن تزيد عليه حرفين، فيكون من المزيد الخماسي، وهذا له خمسة أوزان، وهي (انْفَعَلَ، افْـتَعَلَ، افْـعَلَّ، تَفَـعَّلَ، تَفَاعَـــلَ).
وإما أن تزيد ثلاثة حروف، فيكون من المزيد السداسي، وهذا له ستة أوزان، وهي (اسْتَفْعَلَ، افْعَوْعَـلَ، افْعَــوَّلَ، افْعَـنْلَى، افْعَنْلَـلَ، افْعَالَّ).
فيصبح المجموع أربعة عشر وزنا، لمزيد الثلاثي.
ثم سينتقل إلى مزيد الرباعي.
الفعل الرباعي المزيد
...............................
|
زَيْـدُ الرُّبَاعِـيِّ عَلَـى نَوْعَــيْنِ
| |
ذِي سِتَّةٍ نَحْوُ افْعَلَلَّ افْعَنْلَـــــلَا
|
ثُـمَّ الْـخُـمَاسِيْ وَزْنُـهُ تَفَعْلَـلَا
|
قوله: (زَيْـدُ الرُّبَاعِـيِّ عَلَـى نَوْعَــيْنِ): يعنى: مزيد الفعل الماضي الرباعي الأصلي كائنٌ على نوعين:
النوع الأول: إما أن تزيد على الفعل الرباعي حرفا واحدا، فيكون من المزيد الخماسي.
النوع الثاني: وإما أن تزيد على الفعل الرباعي حرفين فيكون من المزيد السداسي، وقد بدأ بذكر السداسي قبل الخماسي.
فقال: (ذِي سِتَّةٍ): هذا بدل من قوله (نوعين): والمراد بذي ستة أي: السداسي.
وقوله: (نَحْوُ افْعَلَلَّ افْعَنْلَـــــلَا): يعنى: مزيد السداسي له وزنان:
الأول: (افْعَلَلَّ): مثل (اقْشَعَـرَّ)، وأصله من الرباعي (قَشْعَرَ)، (كفَعْلَلَ) زيدت همزة الوصل، ولام ثالثة في آخره، فصار (اقْشَعَـرَّ).
الثاني: (افْعَنْلَـــــلَا): نحو (اِحْرَنْجَمَ)، أصله من الرباعي (حَرْجَمَ) على وزن (فَعْلَلَ)، تقول: (حَرْجَمَ الدوابَّ): إذا ردَّ بعضَها على بعض وجمعَها)، زيدت عليه همزة الوصل والنون بين عينه ولامه الأولي، فصار (اِحْرَنْجَمَ).
تقول: (احْرَنْجَمَ القومُ والدوابُّ): اجتمعت، واحْرَنْجَمَ فلانٌ: أَراد أَمرًا ثُمَّ رجَع عنه
ثم قال: (ثُـمَّ الْـخُـمَاسِيْ وَزْنُـهُ تَفَعْلَـلَا):
يعنى: مزيد الخماسي له وزن واحد وهو (تَـفَعْـلَـلَ)، وزاد الألف للإطلاق، مثل (تَدَحْرَجَ)، أصله من الرباعي (دَحْرَجَ) زيدت عليه التاء.
وبهذا يكون الناظم قد انتهى من ذكر أوزان المجرد والمزيد.
وقبل أن نشرع في باب المصدر وما يشتق منه ينبغي التنبيه على أمرين:
الأول: قد تستعمل العرب الفعل مزيدا ولا تستعمله مجردا إلا قليلا، بل قد لا يُسمع استعماله مجردا أصلا، والعكس، قد لا يسمع استعمالهم لبعض الأفعال إلا مجردة، ولا يستعملوها مزيدة، فالعبرة إذن بالسماع، على خلاف بين الصرفيين في بعض الأوزان، ولا يليق بهذا المختصر أن نتوسع أكثر من ذلك.
الثاني: الفعل الثلاثي المزيد بأنواعه الثلاثة وبأوزانه والرباعي المزيد بنوعيه لكل نوع منها معنى يخصه، فالعرب ما زادت هذه الأحرف وهذه الأوزان إلا لمعانٍ مختلفة، وقد يشترك وزنان في معنى أو في معان ويستقل بغيره من المعاني، وقد تركها الناظم اختصارا، وسوف نذكر طرفا منها باختصار، حتى يتسع ذهنك، وتحصل على المطلوب من فهم ما تقرأه.
وكتبه / أبو زياد محمد بن سعيد البحيري
0 التعليقات:
إرسال تعليق