تنبيه على خطإ في إعمال المنسوب عمل اسم المفعول.
الاسم المنسوب
يعمل لا شك، لكن اعلم- بارك الله فيك- أنه يعمل عملَ الصفة المشبهة لا اسم المفعول
كما يقرره أغلب المعاصرين المشتغلين بالنحو، والقول بأنه يعمل عمل اسم المفعول فيرفع بذلك نائب فاعل خطأ محض، ليس لهم سلف فيه فيما أعلم.
وثَمَّ كلامٌ
فُهم على غير وجه لبعض النحاة المتأخرين هو سبب هذا الخلط.
فإذا قلتَ: زيد
عَرَبِـيٌّ أبوه.
فالذي عليه
جماهير النحاة أن (أبو) فاعل لعربي.
لكون عربي
كالصفة المشبهة الدالة على ثبوت عربيته، لا على مجرد حدوث عربيته.
وهذا دليلي على
هذه الدعوى:
قال سيبويه في
الكتاب:
"هذا باب ما جرى من الأسماء التي من الأفعال وما أشبهها من الصفات التي ليست بعمل نحو الحسن والكريم وما أشبه ذلك مجرى الفعل إذا أظهرتَ بعده الأسماء أو أضمرتَها.
"هذا باب ما جرى من الأسماء التي من الأفعال وما أشبهها من الصفات التي ليست بعمل نحو الحسن والكريم وما أشبه ذلك مجرى الفعل إذا أظهرتَ بعده الأسماء أو أضمرتَها.
وذلك قولك:
مررتُ برجلٍ حسنٍ أبواه، وأحسنٌ أبَواه.
إلى أن قال:
وكذلك: (أقُرَشيٌّ قومُك) (وأقرشيّ أبواك)، إذا أردت الصفة جرى مجرى حسن وكريم".
فأقول لمن
يعقل:
هذا نص منه على عملِهِ عملَ الصفة المشبهة، والصفةُ المشبهة لا تنصب مفعولا به !!!!!!، فبأي دليل قلتُم: إنه يعمل عمل اسم المفعول؟ !!! نعم قد تنصب معمولَهَا على التشبيه بالمفعول، أو على أنه تمييز، لكنها لا تعمل عمل اسم المفعول.
غير أنه يعمل في الظاهر والمضمر، فتنبه.هذا نص منه على عملِهِ عملَ الصفة المشبهة، والصفةُ المشبهة لا تنصب مفعولا به !!!!!!، فبأي دليل قلتُم: إنه يعمل عمل اسم المفعول؟ !!! نعم قد تنصب معمولَهَا على التشبيه بالمفعول، أو على أنه تمييز، لكنها لا تعمل عمل اسم المفعول.
فأين هذا مما يقرره أغلب المعاصرين في كتبهم، ويدرِّسونه في الجامعات؟ !!!
وسبب الخلط عند هؤلاء المعاصرين أنهم فهموا من قول بعض النحاة: " بأنه بمعنى منسوب إلى قريش" أي: يعمل عمل اسم المفعول؛ لأنه على وزن " مفعول" !!!!! وهذا والله يضحك الثكلى.
فليس معنى ذلك أنه يعمل عمل المفعول !!، وإلا فقد
قال بعضهم: "بمعنى مُنْتَسِبٍ"، نص عليه
السيوطي في "الهمع"، والرضي في "شرح الكافية".
واسم المفعول
يعمل عمل فعله المبني للمفعول، فلا يرفع فاعلا، بخلاف قرشي، فتنبه.
وهذه فائدة لعلك لا تجد من ينبهك إليها، والله أعلم
وهذه فائدة لعلك لا تجد من ينبهك إليها، والله أعلم
ولم أتطرق إلى
الوجه الإعرابي الثاني من كون المنسوب خبرا مقدما، وأبوه مبتدأ مؤخرا؛ لأنه
ليس مرادا من المنشور، والله أعلم.
وقد رأيتُ بعض الطلبة قد ذهب إلى نفس المذهب الذي ذهبتُ، فتقوى عندي ما فهمتُ ولله الحمد.
وكتب / محمد سعيد البحيري
غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين
وقد رأيتُ بعض الطلبة قد ذهب إلى نفس المذهب الذي ذهبتُ، فتقوى عندي ما فهمتُ ولله الحمد.
وكتب / محمد سعيد البحيري
غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين
0 التعليقات:
إرسال تعليق