مُقَدِّمَــــةٌ
الحمدُ للهِ الكريمِ الهادِي، العظيمِ البارِي، أحمده حمدًا يليق
بنعمائه، وأشكره على وافر فضله وعطائه.
أحمده على أن أرسل إلينا رسوله بأصل الأصول، وسُلَّمِ الوصول، ومعارج
القبول، فنسخت شريعتُه كلَّ الشرائع، وأمر الخلق بعبادته فمنهم عاص ومنهم طائع،
ووضع حدودا لا يقف عندها إلا كل قانع، وأوجب عليهم واجبات، ونهاهم عن محرمات،
وأباح لهم كثيرا من المباحات، وكره لهم القيل والقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال،
وإلي الله المآل.
أنزل القرءان العظيم فأقام به حجته، وتكلم به فما أعظم حكمته، وأخبر
فيه بأخبار فما أصدق خبره، وأطلق فيه أوامره وقيدها، وأجملها وبينها.
أمر بالتَّفَقُّهِ في الدين عبادَه المؤمنين، ونهى المقلد عن الإفتاء
في الدين، ورد النزاع إلى كتابه المبين، وسنة نبيه الأمين، عليه صلوات رب
العالمين.
أما بعد،
فَهَذَا شرح لنَظْمِ الْوَرَقَاتِ للعمريطي، قُمْتُ
فِيهِ بِحَلِّ عِبَارَاتِهِ، وَالْوُقُوفِ مَعَ تَرَاكِيبِ النَّظْمِ
ومُفْرَدَاتِهِ، وإعرابِ النظمِ إعرابًا وسطًا، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير
المخل، ثم دللتُ على كلام الناظم بأمثلة ومسائل حتى يتضح المراد، ويتسع الذهن لمن
أراد، فهو مناسب للمبتدي، ولن يستغني عنه إن شاء الله المنتهي.
الدرس الأول
0 التعليقات:
إرسال تعليق