حكم قول كلمة "عفوا" بعد الشكر

سؤال من أحد الإخوة يقول فيه:

أحسن الله إليكم، وقع نقاش لغويّ في إيراد كلمة "عفوا" بعد كلمة "شكرا" فمن منكر ومن مجيز، وحيّاكم الله عز وجل!

ج: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما بعد،

فهذه الكلمة لها وجه صحيح من حيث اللغة، أي: "فعلتُ ما فعلتُ عفوا"، أي: فعلته فضلا زائدا أو خالصا لله من غير أن تطلبه مني، فلا حاجة لأن تشكرني عليه، أو: "عفوتك من أن تشكرني عفوا"، من باب التواضع والانكسار، والعرب تقول: فعلتُه عفوا، أي: من غير طلب، وهذا ما يريده الناس غالبا من قولهم "عفوا".

وأما السنة فلم يرد فيها هذا القول، أي: ليس لكلمة "عفوا" موضع صحيح، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه". رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح.

فما تعارف عليه الناس من قول "عفوا" بعد الشكر ليس برد مناسب للمقام، ومثله كلمة "العفو"، فعلى الشاكر أن يكافأ صاحب المعروف بمعروف، أو أن يدعو له، وعلى صاحب المعروف أن يرد على الداعي بالمثل أو بما يناسب المقام، لا بقول "عفوا"، والله أعلم.

وكتب / أبو زياد محمد سعيد البحيري

2:44 ص