ماذا تفيد الواو في قوله -تعالى-: " وجاء ربك والملك صفا صفا"؟

سؤال من أحد الإخوة:
السلام عليكم وحياكم الله، سؤال قول الله -تعالى-: "وجاء ربك والملك صفا صفا" ماذا تفيد الواو بارك الله فيك هل حالية أو معطوفة مع التفصيل؟
==================================
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في الآية عدة أوجه؛ أشهرها أن:
الواو في جملة " وجاء ربك" عاطفة على جملة "دكت".
والواو في: "والملك صفا صفا". عاطفة على لفظ "ربك"، أي: وجاء ربك وجاء المَلَكُ كذلك.
وهي ههنا تفيد التفصيل كما هو مقرر عند أهل البلاغة، أي: الرب يجيء والملائكة تجيء، حتى لا يقال يأتي ملكه أو أمره أو آياته!! وهذا فيه رد على المحرفة والمعطلة من الجهمية والأشاعرة والمعتزلة.
وصفا صفا: فيهما أوجه كثيرة للنحاة، والصحيح أنهما حالان جامدان مؤولان بالمشتق، أي: حالة كونهم مصطفين صفا بعد صف، ويفسره قوله -تعالى- في سورة "الحاقة": "والملك على أرجائها".
وأل في "الملك" لاستغراق الجنس، فتشمل كلَّ ملك.
==================================
والثاني:
جملة "والملك صفا صفا" الواو فيها حالية، وصفا صفا حالان من المبتدإ على مذهب سيبويه، والجملة كلها في محل نصب حال.
فيكون المعنى أن الملائكة لم تجئ بإسناد المجيء إليها من هذه الآية، بل بأدلة أخرى، حينئذ لو وقفت عند " وجاء ربك" ثم أكملت القراءة فقلت: "والملك صفا صفا ". لكان وجها حسنا.
==================================
فعلى هذا الوجه الثاني يكون المعنى: وجاء الرب -سبحانه- حالة كون الملائكة مصطفين صفا صفا، وليس في هذا إثبات للاصطفاف حال مجيء الملائكة، فيكون الاصطفاف خاصا بهم إذا وقفوا لا إذا جاؤوا، فتفطن !!.
================================
وعلى الأول: أن الملائكة تأتي صفا صفا، وتقف صفا صفا، والرب -جل وعلا- إذا جاء يوم القيامة كانوا على هذه الحالة، وظاهر القرءان والسنة هو الوجه الثاني، والله أعلم بالصواب.

وكتب / أبو زياد محمد سعيد البحيري

غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمؤمنين

2:56 م