حكم قول: «رَمَضَانُ
كَرِيمٌ».
قلتُ: لبعض
العلماء كلامٌ في المنع من قول هذه الكلمة؛ وذلك لأن الكَرَمَ ليس من صفات الزمن،
والكريم هو الجوادُ المُعطي، ورمضانُ لا يملك أن يعطي !!، ولهذا منعها الشيخ ابن
عثيمين-رحمه الله-، وغيره من أهل العلم.
والصحيح أن
يقال: هناك تفصيل، ألا وهو:
أولا: «كَرِيمٌ»
على وزن «فَعِيلٍ» من «فَعُلَ» اللازم.
ووزن «فَعِيلٍ»
يُصاغ من «فَعُلَ» على أنه صفة مشبهة باسم الفاعل، «كَظَرِيفٍ» للفِعْلِ «ظَرُفَ»،
ويأتي للمبالغة «كَرَحِيمٍ للفعل رَحِمَ»، وقد يكون بمعنى المفعول مطلقا،
وهذا سماعي، «كَقَتِيلٍ» يُصاغ من «قُتِلَ» بمعنى «مَقْتُولٍ».
ثانيا:
الكَرَمُ لغة بفتح الكاف والراء له معنيان، وهما: «الشَّرَفُ، والجُودُ».
ثالثا: قَوْلُ:
«رَمَضَانُ كَرِيمٌ»، إن كان المراد أنه شَهْرٌ شَرِيفٌ فَضَّلَهُ الله وشَرَّفَهُ
وكَرَّمَهُ على غيره من الشهور، فهذا صحيح، والعرب تقول: «فَرَسٌ كَرِيمٌ،
وَنَبَاتٌ كَرِيمٌ».
وقال تعالى
" لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
"، فنسب الكرم إلى الرزق، فكريم بمعنى مُكَرَمٍ، أسند ما في معنى الفعل إلى
غير ما هو له، فيكون مجازًا عقليا.
فقد يكون وزن «فَعِيلٍ»
بمعنى «مفعول»، أي: «رَمَضَانُ مُكْرَمٌ ومُكَرَّمٌ على غيره من الشهور»،
وهذا صحيح لا شيء فيه.
أما المعنى
الثالث: وهو «رَمَضَانُ كَرِيمٌ» أي: «فَعِيلٌ بمعنى فَاعِلٍ»، أي:
«جَوَادٌ مُعْطٍ» فهذا ممنوع في حق رمضان الذي هو زمن لا يُعطي ولا يَجود، وقَلَّ
أن يُريد أحد هذا المعنى، ولو أراده لكان باطلا.
والشيخ ابن
عثيمين له فتوى أخرى ظاهرها أنه سُئل عن قائلِ هذه الكلمة وهو يعصي في هذا الشهر
محتجا بهذا المعنى، وهذا ممنوع قطعا.
وأنبه على أنه
لا يجوز أن تُتخذ هذه الكلمة سنة للتهنئة؛ إذ ليس لذاك أصل، فالتزام ذلك والمداومة
عليه واعتقاد أنه لا بد من التهنئة به بدعة، والله أعلم.
وكتب/ أبو
زياد محمد سعيد البحيري
0 التعليقات:
إرسال تعليق