ما الفرق بين اسم الجنس وعَلَمِ الجنس؟

سؤال من أحد الإخوة الكرام:
حيّاكم الله بارك الله فيكم
نستسمحك في أن تذكر لنا كلاما في الفرق بين اسم الجنس وعَلَمِ الجنس
وجزاكم الله خيرا
=====================
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا يحتاج إلى شرح وتفصيل

لكنني أقول اختصارا:

اسم الجنس ما دل على أمر ذهني يصدق على أفراد متعددين؛ نحو: «رجل، وفرس، وامرأة، وأسد» وهو كما ترى من قبيل النكرات، فيعامل عند النحاة معاملة النكرة وله ما لها من أحكام تخصها، ولذلك يجوز أن تدخل عليه أل المعرفة إن كان جامدا، والموصولة إن كان مشتقا؛ نحو: «ضارب، ومضروب، وقتيل»، فإننا نراعي عند إطلاق اسم الجنس أفراده لا حقيقته الذهنية.

أما علم الجنس: فهو اسم دل على أمر ذهني أيضا لكننا لا ننظر إلى أفراده عند إطلاقه بل ننظر إلى حقيقته لا غير.

مثاله: أم عريط، لجنس العقرب، وبنت طبق لنوع من الحيات، وثعالة لجنس الثعلب، وأسامة لجنس الأسد، وهكذا.

فإذا سمعت بنت طبق انصرف ذهنك لنوع معين من الحيات له أفراد لكننا لا نراعي عند إطلاقه هذه الأفراد كما هو الحال في اسم الجنس، ولا نراعي فردا منها كما هو الحال في العلم الشخصي، فالعلم الجنسي لا يُراعى فيه إلا معنى ذهني معين هو الحقيقة فقط، وهذا كما ترى شيء معين، ولذلك صار علما، فهو من قسم المعارف؛ إذ يجوز أن تبدأ به في الكلام، فتقول: "ثعالةُ يقترب، وأسامةُ مقبلٌ"، وتأتي بالحال منه؛ فتقول: "هذا ثعالةُ مقتربا، وهذا أسامةُ مقبلا"، وما أشبه ذلك.

فإذا نظرنا إلى فرد من هذه الأفراد كان النوع الثالث وهو العلم الشخصي، فالعلم الشخصي موضوع للدلالة على الحقيقة بقيد التشخص الخارجي.
============================
والفرق بين الثلاثة:
أن العلم الجنسي يشبه اسم الجنس نحو (رجل) من جهة، ويشبه علم الأفراد كـ (زيد) من جهة.
فيشبه اسم الجنس في أنه شائع في أفراده يصدق عليها جميعا، ويشبه علم الأفراد في أنه يدل على معين، ولذلك له ما له من أحكام نحوية، هذا أقل ما يقال، وهناك خلاف بين الأصوليين والمناطقة، إلا أن المقام لا يتسع لبسطه.
============================
أو باختصار أكثر:
- إذا نظرت إلى الحقيقة دون ما لها من أفراد كان العلم الجنسي، كأسامة لجنس الأسد، فكأنك قلت: هذا مسمى جنس الأسد.
- وإذا نظرت إلى الأفراد دون الحقيقة كان اسم جنس؛ كرجل.
- وإذا نظرت إلى فرد منها بقيد التشخص كان علما شخصيا كزيد، والله أعلم.

وكتب

محمد سعيد البحيري

3:45 ص