إن الحمد لله نحمده،
ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله
فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد ،،،،،،
فإن علم العربية علم
عظيم، يكاد يجزم اللبيب أن لا فهم للشرع إلا به، فبه يفهم كتاب الله وسنة النبي
صلى الله عليه وسلم، ومن أتقن النحو والإعراب فقد فُتح له رِتَاجٌ عظيم، ومِنْ علم
الإعراب ما يُسمى بـ (إعراب الجمل)، ومن أتقن إعراب الجمل فقد حصَّل خيرا كثيرا من فن
الإعراب.
وكما هو معلوم لدى طلاب النحو أن الجمل تنقسم لأربعة عشر جملة على الصحيح، سبعة منها لها محل من الإعراب، وسبعة ليس لها محل من الإعراب، وقد جمعها ابن هشام رحمه الله في رسالة (الإعراب عن قواعد الإعراب)، وشرحها وزاد عليها فوائد كثيرة في كتابه الماتع (مغنى اللبيب)، وقد قام بنظم رسالة (الإعراب عن قواعد الإعراب) العديد من أهل العلم، ولعل أفضل هذه المنظومات وأشملها هو نظم الزواوي، فهو بمثابة الشرح للرسالة.
وكما هو معلوم لدى طلاب النحو أن الجمل تنقسم لأربعة عشر جملة على الصحيح، سبعة منها لها محل من الإعراب، وسبعة ليس لها محل من الإعراب، وقد جمعها ابن هشام رحمه الله في رسالة (الإعراب عن قواعد الإعراب)، وشرحها وزاد عليها فوائد كثيرة في كتابه الماتع (مغنى اللبيب)، وقد قام بنظم رسالة (الإعراب عن قواعد الإعراب) العديد من أهل العلم، ولعل أفضل هذه المنظومات وأشملها هو نظم الزواوي، فهو بمثابة الشرح للرسالة.
وقد ذكر الزواوي بيتين
جمع فيهما الجمل السبع التي لها محل من الإعراب بإشارات لطيفة بعد أن انتهى من
الكلام عليها تفصيلا.
وقد لاح في ذهني أن
أقوم بإعراب هذين البيتين إعرابا غير ممل ولا مخل، حتى يسهل ذلك على إخواني طلاب
العلم لما في هذين البيتين من صعوبة وطول بعض الشيء، لا سيما على المبتدئ، فإن كنتُ
أصبت فبفضل الله وحده، وإن أخطأت فمن الشيطان.
قم بتحميل المبحث كاملا منسقا بصيغة PDF من هذا الرابط أو ذاك الرابط
قال الزواوي رحمه الله:
مَنْ ظَنَّنِي أَعْلَمْتُهُ
فَضْلِي ظَهَرْ **** إِذْ صُغْتُ نَظْمًا اسْتَنَارَ وَزَهَرْ (1)
فَاللـهُ يَعْلَـمُ أَكُنْــتُ
كِــدْتُ **** أَقُولُ أَنْوِي الْخَيْرَ إِنِّي سُدْتُ
قلتُ:
هذان البيتان يتضمنان
الجمل السبع التي لها محل من الإعراب، وهي:
1 – الواقعة
خبرا، وموضعها الرفع في بابي المبتدإ وخبر إن، والنصب في بابي خبر كان وكاد.
2 – الواقعة
حالا ومحلها النصب.
3 – الواقعة
مفعولا ومحلها النصب، وفيها تفصيل ليس هذا موضع بسطه.
4 – الواقعة
مضافا إليه ومحلها الجر.
5 – الواقعة
جوابا لشرط جازم، ومحلها الجزم إن كانت مقرونة بـ (الفاء) أو بـ (إذا) الفجائية.
6 – التابعة
لمفرد ومحلها بحسب متبوعها.
7 – التابعة
لجملة لها محل، ومحلها بحسب متبوعها، وتكون في بابي النسق والبدل.
________________
(1) في
نسخة (وازدهر) وهذا أحسن وزنا
إعراب البيت
الأول:
مَنْ:
اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ظَنَّنِي:
ظَنَّ: فعل ماض مبني
على الفتح.
والنون: للوقاية.
والياء: ضمير متصل مبني
على السكون في محل نصب مفعول أول لظن.
وفاعل ظن ضمير مستتر
جوازا تقديره هو.
وجملة (ظَنَّنِي)
في محل رفع خبر المبتدإ (مَنْ) عند من يرى جملة الشرط هي الخبر.
أَعْلَمْتُهُ:
أعلم: فعل ماض مبني على
الفتح المقدر، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لتوالي أربع متحركات فيمـا
هو كالكلمة الواحدة، وهو يتعدى لثلاثة مفاعيل.
وتاء الفاعل: ضمير متصل
مبني على الضم في محل رفع فاعل.
والهاء: ضمير متصل مبني
على الضم في محل نصب مفعول به أول لأعلم.
وجملة (أَعْلَمْتُهُ)
في محل نصب مفعول به ثان لظن.
فَضْلِي: فضل: مفعول به
ثان لأعلم وهو منصوب، ونصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة
المناسبة للياء، وهو مضاف.
والياء: ضمير متصل مبني
على السكون في محل جر مضاف إليه.
ظَهَرْ: فعل ماض مبني
على الفتح المقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لحركة الروي، وفاعل
ظهر ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
وجملة (ظَهَرْ) في
محل نصب مفعول به ثالث لأعلم.
إذ: حرف تعليل مبني
على السكون لا محل له من الإعراب، أو ظرف لما مضى من الزمان متعلق بأعلمته، وهو مضاف.
صُغْتُ: فعل ماض مبني
على الفتح المقدر، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لتوالي أربع متحركات فيمـا
هو كالكلمة الواحدة.
والتاء: تاء الفاعل
ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
وجملة (صُغْتُ) في
محل جر مضاف إليه.
نَظْمًا: مفعول به منصوب،
ونصبه فتحة ظاهرة.
اسْتَنَارَ: فعل ماض مبني
على الفتح الظاهر، وفاعله: ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
وجملة (اسْتَنَارَ)
في محل نصب نعت لـ (اسْتَنَارَ).
وَزَهَرْ:
الواو: حرف مبني على
الفتح لا محل له من الإعراب.
زَهَرْ: فعل ماض مبني
على الفتح المقدر منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لحركة الروي.
وفاعل زهر: ضمير مستتر
تقديره هو.
وجملة (زَهَرْ) في
محل نصب، معطوفة على جملة استنار.
إعراب البيت
الثاني:
فَاللــهُ
يَعْلَـــمُ أَكُنْــتُ كِـــــدْتُ **** أَقُولُ أَنْوِي الْـخَيْـرَ إِنِّـي سُـدْتُ
فَاللــهُ يَعْلَـــمُ:
الفاء: رابطة، وقعت في جواب الشرط.
اللهُ:
لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالابتداء، ورفعه ضمة ظاهرة.
يَعْلَـــمُ:
فعل مضارع مرفوع، ورفعه ضمة ظاهرة على آخره؛ لتجرده عن الانصب والجازم، وهو يتعدى
لمفعولين، وفاعله: ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ الجلالة.
وجملة (يَعْلَـــمُ)
من الفعل وفاعله في محل رفع خبر المبتدإ (الله).
وجملة (الله يعلم)
من المبتدإ وخبره في محل جزم جواب الشرط.
وفعل الشرط هو: ظَنَّ
من قوله: (مَنْ ظَنَّنِي)، وأداة الشرط: مَنْ.
أَكُنْــتُ كِــدْتُ:
الهمزة: للاستفهام
كنت: فعل ماض ناقص مبني
على الفتح المقدر، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لتوالي أربع متحركات فيمـا
هو كالكلمة الواحدة.
والتاء: ضمير متصل مبني
على الضم في محل رفع اسم كان.
وجملة (كُنْــتُ)
في محل نصب مفعول به للفعل يعلم.
كِــدْتُ:
فعل ماض ناقص مبني على الفتح المقدر، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لتوالي
أربع متحركات فيمـا هو كالكلمة الواحدة.
والتاء: ضمير متصل مبني
على الضم في محل رفع اسم كاد.
وجملة (كِــدْتُ)
في محل نصب مفعول به ثان ليعلم.
فالجملة من أكنت معلقة
بالهمزة، وإذا وقع بين الجملة والعامل همزة فالجملة بعدها في محل نصب مفعولي يعلم.
أَقُولُ أَنْوِي:
أَقُولُ:
فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره لتجرده عن الناصب والجازم.
وفاعله: ضمير مستتر
وجوبا تقديره أنا.
وجملة (أَقُولُ)
في محل نصب خبر كاد.
وجملة (كِـــــدْتُ أَقُولُ)
في محل نصب خبر كان.
أَنْوِي: فعل مضارع
مرفوع ورفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل.
وفاعله: ضمير مستتر
وجوبا تقديره أنا.
وجملة (أَنْوِي) في محل
نصب حال من فاعل أقول، يعني: أقول حالة كوني ناويا الخير.
الْخَيْرَ إِنِّي
سُدْتُ:
الْخَيْرَ: مفعول به
منصوب، للفعل أنوي، ونصبه فتحة ظاهرة على آخره.
إِنِّي:
إن: حرف توكيد ناسخ لا
محل له من الإعراب.
الياء:
ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن.
سُدْتُ: فعل ماض مبني
على الفتح المقدر، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لتوالي أربع متحركات فيمـا
هو كالكلمة الواحدة.
والتاء: ضمير متصل مبني
على الضم في محل رفع فاعل.
وجملة (سُدْتُ)
في محل رفع خبر إن.
وجملة (إِنِّي
سُدْتُ): في محل نصب مقول القول للفعل أقول.
وهذه الجمل مجمعة.
الجملة من الفعل
والفاعل (ظَنَّنِي) في محل رفع خبر المبتدإ (مَنْ)
والجملة من الفعل
والفاعل (أَعْلَمْتُهُ) في محل نصب مفعول به ثان لظن.
والجملة من الفعل
والفاعل (ظَهَرْ) في محل نصب مفعول به ثالث لأعلم.
والجملة من الفعل
والفاعل (صُغْتُ) في محل جر مضاف إليه.
والجملة من الفعل والفاعل
(اسْتَنَارَ) في محل نصب نعت لـ (نظما).
والجملة من الفعل
والفاعل (زَهَرْ) في محل نصب بالعطف على جملة استنار.
والجملة من الفعل
والفاعل (يَعْلَـــمُ) في محل رفع خبر المبتدإ (الله).
والجملة من المبتدإ وخبره
(اللهُ يَعْلَمُ) في محل جزم جواب الشرط.
وجملة (كُنْتُ)
في محل نصب مفعول به للفعل يعلم.
وجملة (كِدْتُ)
في محل نصب مفعول ثان ليعلم.
والجملة من الفعل
والفاعل (أَقُولُ) في محل نصب خبر كاد.
والجملة من (كدت
وخبرها) في محل نصب خبر كان.
والجملة من الفعل
والفاعل (أَنْوِي) في محل نصب حال من فاعل أقول.
والجملة من الفعل
والفاعل (سُدْتُ) في محل رفع خبر إن.
وجملة (إِنِّـي سُـدْتُ)
من المصدر المؤول في محل نصب مقول القول للفعل أقول.
والله أعلم.
وكتبه
أبو زياد محمد بن سعيد
البحيري المصري
0 التعليقات:
إرسال تعليق