إعراب الجمل السبعة التي لها محل من الإعراب

  • اخر الاخبار

    السبت، 24 أكتوبر 2015

    نظم المقصود الدرس السادس (معاني صيغ الزواد -والمصدر الميمي واسم الزمان والمكان للفعل الثلاثي) لمحمد بن سعيد البحيري


    معاني زوائد الفعل الثلاثي والرباعي
    سبق وأن ذكر الناظم للفعل الثلاثي المزيد بأقسامه الثلاثة والرباعي بقسيمه (أوزانا)، ولكل وزن منها معنى مختلف، وقد يتشارك بعضها مع بعض في معنى أو أكثر، ونحن نذكرها بالترتيب على ما ذكره الناظم.
    الدرس السادس من شرح نظم المقصود




    1-أَفْعَلَ.
    تأتى صيغة (أَفْعَلَ) في لسان العرب لعدة معانٍ:
    فتأتى للتعدية: وهي جعل الفعل اللازم متعديا، نحو: (أجْلَسْتُ زيدا).
    وتأتى للصيرورة: نحو (أفْلَسَ زيدٌ) أي: صار ذا فُلُوس.
    وتأتى للدخول في مكان معين أو زمان معين: نحو (أصبح زيدٌ، أو أعرق زيد، إذا دخل العراق).
    وتأتى للسلب والإزالة: نحو (أقذيت عين زيدٍ)، أي: أزلت القذي عن عينه.
    وتأتى للمطاوعة لوزن فعَّلَ: نحو (جَلَّسْتُ زيدا فأجلس)، إلى غير ذلك من المعاني.
    ووزن (أَفْعَلَ) في لسان العرب يأتي متعديا، وقليل أن يأتي لازما، نحو (أَفْطَرَ الرَّجُلُ، وأنْسَلَ الرِّيشُ).
    2-فَــعَّـلَ.
    يأتي وزن (فَــعَّـلَ) في لسان العرب لعدة معانٍ منها:
    النسبة: كقولك (فسَّقْت زيدًا، أو كفَّرتُ زيدا) إذا نسبته إلى الفسق، أو الكفر.
    الصيرورة: نحو (حَجَّرَ الطين) أي: صار الطين كالحجر في الجمود.
     التكثير: نحو (طَوَّفَ زيدٌ) أي: أكثر من الطواف.
    التوجه إلى مكان أو زمان معين: نحو (شرَّقتُ، أو غرَّبتُ)، يعنى: توجهت إلى الشرق، أو الغرب.
    النحت: وهو اختصار حكاية شيء ما، وقد سبق الإشارة إليه في شرح البسملة، فإن من الأوزان التي يكون عليها النحت وزن (فَعَّلَ) نحو (سَبَّحَ، وهَلَّلَ).
    وقد يرد على أصله: نحو (فَكَّرَ).
    3-فَـاعَـلَ.
    يأتي وزن فَـاعَـلَ غالبا للتشارك بين اثنين فأكثر: نحو (قَاتَلَ زيدٌ عمرًا)، أي كل منهما قاتل الآخر، لكن زيد بدأ عمرا بالقتال، فيكون البادئ فاعلا، والمقابل مفعولا.
    ويأتي وزن فَـاعَـلَ كذلك للموالاة: نحو (وَالَيْتُ الصَّوْمَ) أي أوليته وأتبعتُ بعضَه بعضًا.
    ويأتي على أصله ويراد به مطلق الفعل: نحو (سافر زيد) أي: فعل السفر.
    4-انْفَعَلَ.
    له معنى واحد مشهور وهو المطاوعة: ولذلك يكون لازما، نحو (قطعت اللحم فانقطع، وكستر الزجاج فانكسر).
    5-افْـتَعَلَ.
    يأتي بمعنى الاتخاذ: نحو (اتَّـخَذَ زيدٌ خَاتَـمـًا من فِضَّةٍ).
    والاجتهاد: نحو (اكْتَتَبَ، واجْتَهَدَ زيد في طلب العلم).
    والإظهار: نحو (اعتذر) أي: أظهر العذر.
    والتشارك: نحو (اقْتَتَلَ زيدٌ وعمروٌ) يعنى: تشارك كل منهما في القتال.
    والمبالغة: نحو (ارتد فلان) أي: بالغ في الردة.
    والمطاوعة: نحو (قَـرَّبْتُه فَاقْتَـرَبَ)، ويأتي على أصله: نحو (اشْتَمَلَ الثَّوْبَ).
    6-افْـعَلَّ.
    له معنى مشهور وهو قوة اللون أو العيب، نحو (احْمَرَّ واصْفَـرَّ وابْيَـضَّ واعْوَرَّ)
    ولا يكون إلا لازما.
    7-تَفَـعَّلَ.
    يأتي بمعنى الاتخاذ: نحو (تَوْسَّدَ ثَوْبَهُ): أي: اتخذه وسادة.
    والمطاوعة لفَعَّلَ: نحو (نَـبَّـهْتُ زيدا فـتَـنَـبَّه).
    والتكلف: نحو (تَصَبَّـرَ زيدٌ) أي: تكلف الصبر.
    والتجنُّبُ والوقاية: نحو (تـحَـرَّجَ زيدٌ) أي: تجنب الحرج واتقاه.
    والتدريج: نحو (تـجرَّعْتُ الماء) أي: شربته جرْعة بعد أخرى.
    وربما أغنت صيغة (تَفَـعَّلَ) عن الثلاثي، لعدم وروده، كتكلَّمَ وتَصدَّى.
    8-تَفَاعَـــلَ.
    يأتي بمعنى التشارك: نحو (تَخاصَمَ زيدٌ وعمرو) أي: كل منهم خاصم الآخر، فكل من زيد وعمرو فاعل في اللفظ مفعول به في المعنى، وفى اصطلاح النحاة زيد فاعل، وعمرو معطوف عليه.
    ويأتي بالتظاهر بالفعل دون حقيقته: نحو (تَغَافَلَ زيدٌ عن المذاكرة) أي: تظاهر بالغفلة وهي منتفية عنه.
    حصول الشيء تدريجيا: نحو (تواردت الإبل) أي: حصل ورودها بالتدريج.
    ويأتي لمطاوعة فَاعَلَ: نحو (بَاعَدْتُّهُ فَـتَـبَاعَدَ).
    9-اسْتَفْعَلَ.
    كثر استعماله فى ستة معان:
    أحدها: الطلب حقيقة، كاستغفرت الله: أى طلبت مغفرته، أو مجازًا كاستخرجت الذهب من المعدن، سُمِّيَتِ الممارسة فى إخراجه، والاجتهاد فى الحصول عليه طلبًا حيث لا يمكن الطلب الحقيقي.
    وثانيها: التحول حقيقة، كاستحجر الطين، واستحضن المُهْرُ: أى صار حَجَرًا وَحِصَانًا، أو مجازًا كما فى المَثَل: إن البُغاثَ بأرْضِنا يَسْتَنْسِرُ.
    أى يصير كالنِّسر فى القوة، والبُغاثَ: طائر ضعيف الطيران، ومعناه: إن الضعيف بأرضنا يصير قويًّا، لاستعانته بنا.
    وثالثها: اعتقاد صفة الشيء، كاستحسنتُ كذا، أى اعتقدت حسنه.
    ورابعها: اختصار حكاية الشيء: كاسترجع، إذا قال: (إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ راجعون).
    وخامسها: القوة، كاسْتُهْتِرَ واستكبر: أى قوى هِتْرُه وكِبره.
    وسادسها: المصادفة، كاستكرمت زيدًا: أى صادفته كريمًا.
    وربما كان بمعنى أفْعَلَ: كأجاب واستجاب.
    ولمطاوعته: كأحكمته فاستحكم، وأقمته فاستقام.
    وربما جاء (اسْتَفْعَلَ) من غير أن يجئ له ثلاثي مجرد، فيكتفى في هذه المادة بالمزيد، نحو قوله تعالي﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾القصص: 25.
    10-افْعَنْلَـلَ، وَتَفَعْلَلَ.
    يأتي كل منهما لمطاوعة (فَعْلَلَ) المتعدي، تقول: (حَرْجَمْتُ الدوابَّ فاحْرَنْجَمَت)، (ودحرجته فتدحرج).
    11-افْعَلَلَّ: يأتي للمبالغة: نحو (اقْشَعَـرَّ)، إذا بالغ في الاقشعرار.
    12-افْعَوْعَـلَ، وافْعَــوَّلَ، وافْعَـنْلَى، وافْعَالَّ.
    كل هذه الأوزان تدل على قوة المعنى، زيادة على أصله، فمثلاً اعشوْشَب المكانُ يدل على زيادة عُشْبه أكثر من عَشِبَ، واخشوشَنَ يدلّ على قوة الخشونة أكثر من خَشُن، واحمارَّ يدل على قوة اللون، أكثر من حَمُر واحمرَّ، وهكذا.

    المصدر وأنواعه
    وَمَـصْـدَرٌ أَتَـــــى عَـلَى ضَـرْبَـيْـنِ

    مِـيـمِـيْ وَغَـيْـرِهِ عَـلَـى قِـسْــمَيْنِ
    مِــنْ ذِي الثَّلاَثِ فَالْـزَمِ الَّذِي سُمِعْ

    وَمَــــا عَــدَاهُ فَـالْقِــيَاسَ تَـتَّـبِـعْ
    مِيمِي الثُّلَاثِيْ إِنْ يَـكُـنْ مِنْ أَجْوَفِ

    صَحِيـحٍ اوْ مَـهْـمُوزٍ اوْ مُـضَـعَّفِ
    أَتَــى كَـمَــفْـعَـلٍ بِـفَـتْـحَـتَـيْـــنِ

    وَشَــذَّ مِـــنْـهُ مَــا بِـكَـسْرِ الْـعَيْنِ
    كَـذَا سِـمُ الزَّمَــانِ وَالْـمَكَـانِ مِـنْ

    مُـضَـارِعٍ إِنْ لَا بِـكَسْـرِهَـا يَـــبِـنْ
    وَافْـتَحْ لَـهَا مِـنْ نَـاقِـصٍ وَمَا قُرِنْ

    وَاعْـكِسْ بِمُعْـتَلٍّ كَـمَفْرُوقٍ يَعِنْ
    وَمَــا عَدَا الثُّلَاثِي كُــــلاًّ اجْـعَلَا

    مِـثْلَ مُــضَارِعٍ لَـهَا قَــدْ جُهِلَا
    كَذَا اسْمُ مَفْعُولٍ وَفَاعِلٍ كُسِـــــرْ

    عَـيْــنًـا وَأَوَّلٌ لَـهَا مِيمًـا يَـصِـرْ
    انتقل الناظم رحمه الله إلى باب المصدر.
    فقال (بَابُ الْمَصْدَرِ وَمَا يُشْتَقُّ مِنْه): يعنى: هذا باب بيان حقيقة المصدر والذي يُشتق منه من الأبنية.
    المَصْدَرُ لغة: ما يُصْدَرُ عنه الشَّيء، وهو اسم مكان من صَدَرَ يَصْدُرُ.
    اصطلاحا: اسم الحدث المجرد عن الزمان المتضمن لأحرف فعله إما لفظا نحو (ضَرَبَ ضَرْبًا)، فالضرب مصدر لأنه يدل على وقوع الحدث، لكنه لا يقترن بزمن معين.
    أو تقديرا نحو (كَلَّمَ تَكْلِيمًا)، (وقَاتَلَ قِتَالًا).
    والمصدر: أصل الاشتقاق عند جماهير البصريين، ولهذا سمي مصدرا.
    قال الحريري في الملحة:
    وَالْـمَصْدَرُ الأَصْلُ وأيُّ أَصْلِ *** وَمِنْهُ يَا صَاحِ اشْتِقَاقُ الْفِعْلِ
    فالضرب مصدر اشتق منه الفعل الماضي(ضَرَبَ)، ثم اشْتُقَّ من الماضي المضارعُ (يَضْرِبُ)، ثم اشتق الأمر من المضارع (اضْرِبْ).
    قد يقال: كيف يكون المصدر أصل الاشتقاق وأنت تقول المضارع مشتق من الماضي، والأمر مشتق من المضارع.
    الجواب: الأمر مشتق من المصدر بواسطة المضارع، والمضارع مشتق من المصدر بواسطة الماضي، والصرفيون يقولون: المضارع مشتق من الماضي من باب التوسع، وإلا فهو مشتق من المصدر لكن بواسطة الماضي.
    وبدأ الناظم بأنواع المصدر، فقال: (وَمَصْـدَرٌ): بدأ بالنكرة إما لبيان الحقيقة، وإما لكون المصدر أصبح علما.
    قوله: (أَتَـى عَلَى ضَرْبَـيْنِ): يعنى: المصدر عند العرب جاء على نوعين.
    وجملة (أتى) خبر المبتدإ.
    الأول: (مصدر ميمي)، وإليه أشار بقوله (مِـيـمِـيْ)، وهو بدل مفصل من مجمل، من قوله من (عَـلَى ضَـرْبَـيْـنِ).
    والثاني: (مصدر غير ميمي)، وإليه أشار بقوله (وَغَـيْـرِهِ)، يعنى وغير الميمي (عَـلَـى قِـسْــمَيْنِ) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من المضاف إليه، يعنى: والمصدر غير الميمي كائنا على قسمين.
    ولا فرق في المعنى بين الميمي وغير الميمي فكل منهما مصدر ينطبق عليه الحد السابق في تعريف المصدر.
    وسوف يبدأ بغير الميمي بعد أن ذكر الميمي أولا، وهذا يسمي عندهم لفا ونشرا غير مرتب.
    الأول: إما أن يكون من الثلاثي.
    الثاني: وإما أن يكون من غير الثلاثي كالرباعي والخماسي والسداسي.
    قوله: (مِنْ ذِي الثَّلاَثِ فَالْزَمِ الَّذِي سُمِعْ): يعنى: القسم الأول الذي هو (المصدر الميمي الثلاثي) الزم المسموع منه عن العرب، ومعنى هذا أن مصدر الثلاثي سماعي، نتبع فيه ما جاء عن العرب ولا نقيس عليه.
    كما هو مذهب سيبويه، وقوله (مِنْ ذِي) متعلق بقوله (سُمِعْ)، أو نجعل (مِنْ ذِي الثَّلاَثِ) متعلق بمحذوف خبر مقدم لمبتدإ محذوف.
    أما القسم الثاني: وهو (مَـا عَـدَا الثلاثي) كالرباعي، والخماسي، والسداسي، فاتبع القياس فيه، وإليه أشار بقوله (فَـالْقِــيَاسَ تَـتَّـبِـعْ)، القياس مفعول به مقدم للفعل تَـتَّـبِـعْ، وتتبع أصله (تَتَتَّبعْ)، حذفت التاء للخفة.
    ومعنى هذا أن مصدر غير الثلاثي قياسي، يجوز لك أن تقيس عليه، فمصدر (أَفْعَلَ) الرباعي مثلا هو (الإفْعَال)، تقول: (أَفْعَلَ يُفْعِلُ إِفْعَالاً)، ولو لم تسمعه عن العرب.
    وكذا الرباعي: نحو (دَحْرَجَ يدحرج دَحْرَجَةً).
    والخماسي: نحو (انْفَعَلَ يَنْفَعِلُ انْفِعَالاً).
    والسداسي: نحو (اسْتَفْعَلَ، يَسْتَفْعِلُ، اسْتِفْعَالاً)، كل هذه المصادر وغيرها من مصادر الرباعي والخماسي والسداسي قياسية وليست سماعية.



    المصدر الميمي واسم الزمان والمكان للفعل الثلاثي
    المصدر الْمِيمِي: نسبة إلى الميم، زِيدَتْ عليها ياء النسبة، وهو ما كان أوله ميمـا زائدة، نحو (مَوْعِظٍ)، مصدر ميميٌّ من (وَعَظَ يَعِظُ وَعْظًا، ومَوْعِظَـةً)، إذن خرج ما إذا كانت الميم غير زائدة، فلا يكون مصدرا ميميا، نحو (مَشَى يَمْشِي مَشْيًا)، لأن الميم في (مشي) أصلية وليست زائدة.
    قال: (مِيمِي الثُّلَاثِيْ): يعنى: المصدر الميمي الذي فعله الماضي ثلاثيٌّ مجرد (إِنْ يَكُنْ مِنْ أَجْوَفِ): يعنى: وسطه الذي هو عين الفعل حرف علة، إما (واو، وإما ياء، وإما ألف) نحو (قال)، فالفعل (قال) أجوف لأن عينه حرف علة.
    فكل فعل ثلاثي مجرد معتل العين عند الصرفيين يسمي أجوفا.
    قوله: (صَحِيـحٍ): يعنى: أو من صحيح، حذف حرف العطف.
    والصحيح هو ما كان سالما من أحرف العلة والهمزة، والتضعيف.
    قوله (اوْ مَـهْـمُوزٍ): بهمز وصل للوزن، والمهموز ما كانت أحد حروفه الأصلية همزة، نحو (قرأ) أو (أخذ) أو (سأل).
    قوله: (اوْ مُضَـعَّفِ): المضعف ما كانت عينه ولامه من جنس واحد، نحو (عَدَّ، وشَدَّ، ومَدَّ، وقَوِىَ).
    قوله: (أَتَى كَمَــفْعَلٍ بِفَـتْحَـتَـيْنِ): يعنى: إذا كان المصدر الذي فعله الماضي ثلاثيٌّ مجرد (إِنْ كان من أجوف، أو صحيح، أو من مهموز، أو من مضعف) كان على وزن (مَــفْعَلٍ)، نحو (قَالَ مَقالً، وعَدَّ مَعَدًّا، وأَخَذَ مَأْخَذًا، وشَرِبَ مَشْرَبًا)، ونص على الأجوف احترازًا من الناقص والمثال كما سيأتي.
    والأسهل أن نقول كما سيشير الناظم إليه فيما بعد: إن الضابط في المصدر الميمي الثلاثي أن ينظر إلى حركة عين المضارع منه، وقد تقدم معنا في المجرد الثلاثي الأبواب الستة للمضارع مع الماضي، فإمَّا أن يكون المضارع (يَفْعُل)، أو (يَفْعَلُ)، أو (يَفْعِلُ).
    فإن كان المضارع مفتوح العين (يَفْعَلُ)، أو مضموم العين (يَفْعُل)، فإن المصدر الميمي منهما يأتي على وزن (مَفْعَلٍ) بفتحتين، وكذا اسم الزمان والمكان كما سيأتي بينه.
    مثال ذلك: الفعل (شَرِبَ) المضارع منه (يَشْرَبُ) على وزن (يَفْعَلُ) فالمصدر الميمي منه يكون (مَشْرَبًا).
    ومثله الفعل (فَتَحَ)، المضارع منه (يَفْتَحُ) فالمصدر الميمي يكون على (مَفْتَحٍ).
    قوله: (وَشَـذَّ مِنْـهُ مَــا بِـكَـسْرِ الْـعَيْنِ): يعنى: لو كان المضارع مفتوح العين (يَفْعَلُ)، أو مضموم العين (يَفْعُل)، وجاء المصدر الميمي منهما مكسور العين على وزن (مَفْعِلٍ) فهو شاذ يُحفظ ولا يقاس عليه، نحو (عَرَفَ يَعْرِفُ) ومع ذلك جاء المصدر الميمي منهما (مَعْرِفَةً).
    وكذا (رَجَعَ يَرْجِعُ مَرْجِعًا)، وكذا (طَلَعَ، يَطْلُعُ، مَطْلِعًا)، وفى كثير منها يجوز الوجهان، وقد جمع ابن مالك كثيرا منها في اللامية.
    قوله: (كَـذَا سِـمُ الزَّمَــانِ وَالْـمَكَـانِ مِـنْ مُـضَـارِعٍ): (كذا): جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، (سِـمُ): مبتدأ مؤخر، وسم بحذف الهمزة لغة في الاسم، والمراد من كلام الناظم: مثل ما سبق بيانه في حكم المصدر الميمي اسم الزَّمَــانِ وَالْـمَكَـانِ إن كان مضارعه مفتوح العين (يَفْعَلُ)، أو مضموم العين (يَفْعُل)، نحو (أَكَلَ مَأْكَلًا، وكَتَبَ مَكْتَبًا)، وشذ أيضا مجيء اسم الزمان والمكان مكسور العين كالمصدر الميمي، نحو (مغْرِبٍ، ومَشْرِقٍ، ومَسْجِدٍ)، وقد ذكر ابن مالك رحمه الله طرفا منها في لامية الأفعال.
    بخلاف المضارع إن كان مكسور العين على وزن (يَفْعِلُ) فإن اسم الزمان والمكان منه يأتي على وزن (مَفْعِلٍ) دون النظر إلى شكل الماضي، وإليه أشار بقوله (إِنْ لَا بِكَسْرِهَا يَبِنْ)، أي إلا يبن بكسر العين، نحو (ضَرَبَ يَضْرِبُ مَضْرِبًا). 
    أما المصدر الميمي فيبقى كما هو، وهو واضح من مفهوم قوله (إن لا بكسرها).
    إذن اسم الزمان والمكان من (ضَرَبَ يَضْرِبُ)، يكون (مَضْرِبـًا)، أما المصدر الميمي فيكون (مَضْرَبًا)، ومثله (جَلَسَ يَـجْلِسُ) (مَـجْلِـسًا)، و(مَـجْـلَسًا).
    إذن المصدر الميمي في كل ما سبق على وزن (مَفْعَلٍ) فهو في الأوزان الثلاثة واحد، إلا ما شذ منه، أما التفصيل فيكون فى اسم الزمان والمكان.
    فإن كان مضارعه مفتوح العين على وزن (يَفْعَلُ)، أو مضموم العين (يَفْعُل)، يأتي اسم المكان والزمان منه على وزن (مَفْعَلٍ) كالمصدر الميمي، وإن كانت عين المضارع مكسورة فيكون اسم الزمان والمكان على وزن (مَفْعِلٍ) خلافا للمصدر الميمي.
    ثم قال: (وَافْـتَحْ لَـهَا مِـنْ نَـاقِـصٍ وَمَا قُرِنْ): يعنى: وافتح أيها الصرفي عين المصدر الميمي (مَفْعَل) وكذا اسم الزمان والمكان حال كونها مأخوذة من فعل ناقص أو لفيف مقرون مطلقا دون النظر إلى حركة عين المضارع.
    فالفعل الثلاثي الناقص: ما كانت لامه حرف علة، نحو (رَمَي)، وسمي ناقصا لأن لامه تحذف في بعض الحالات، كحال اتصاله بتاء التأنيث، نحو (رَمَتْ).
    مثال ذلك: الفعل (رَمَي) المصدر الميمي منه وكذا اسم الزمان والمكان على وزن (مَفْعَلٍ) فيكون (مَرْمَى)، والفعل (رَمَي) على وزن (فَعَلَ) والمضارع منه (يَرْمِى) وأصله (رَمَيَ)، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، فأصبح (رَمَى).
    ومثله الفعل (قَوِيَ) على وزن فَعِلَ، قَوِيَ، يَقْوَى، يأتي المصدر الميمي واسم الزمان واسم المكان على وزن (مَفْعَل) فيكون (مَقْوَى).
    إذن الفعل الناقص وافق ما سبق بيانه في المصدر الميمي، ووافق اسمَ الزمان والمكان إذا كانا من المضارع في وزني (يَفْعُلُ، ويَفْعَلُ)، وخالف اسمَ الزمان والمكان إن كانا من (يَفْعِلُ).
    ثم قال: (وَمَا قُرِنْ): يعنى: وافتح كذلك عين المصدر الميمي في المقرون.
    واللفيف المقرون: ما كان عينه ولامه حرفي علة، وسُمِّىَ لفيفا مقرونًا لأنه قُرِن فيه بين حرفين متتاليين وكلٌّ منهما حرفُ علة.
    فيكون المصدر الميمي واسم الزمان والمكان من اللفيف المقرون كالفعل الناقص تماما، على وزن (مَفْعَلٍ)، دون النظر إلى حركة عين المضارع، سواء كان على وزن (يَفْعُلُ، أو يَفْعَلُ، أو يَفْعِلُ).
    نحو (أَوَى يَأْوِي مَأْوَى) و(كَوَى يَكْوِى مَكْوَى)، الكاف عين الكلمة، والواو والياء عين ولام الكلمة، وهما حرفا علة.
    ثم قال: (وَاعْـكِسْ بِمُعْـتَلٍّ): يعنى: واعكس في الفعل المعتل الذي يراد به هنا (المثال)، فاجعل المصدر الميمي وكذا اسم الزمان والمكان منه على وزن (مَفْعِلٍ)، أي: اعكس للفعل المثال المعتل على خلاف اللفيف المقرون والناقص.
    والفعل المثال: ما كانت فاؤه حرفًا من حروف العلة، ويسمي المعتل في اصطلاح بعض الصرفيين، نحو (وَعَدَ يَعِدُ)، يكون المصدر الميمي واسم الزمان والمكان منه (مَوْعِد)، مطلقا دون النظر أيضا إلى حركة عين المضارع.
    قوله: (كَـمَفْرُوقٍ): يعني: واعكس أيضا فيما يُسمى باللفيف المفروق.
    واللفيف المفروق: ما كانت فاؤه ولامه حرفي علة، وفُصِل بينهم بفاصل.
    فالفرق بين اللفيف المفروق والمقرون أنَّ: المقرون يتتابع فيه الحرفان ولا يفصل بينهما، بخلاف المفروق، فإنه يفرق بين حرفي العلة بفاصل.
    وقوله (يَعِنْ): يعنى: يظهر، وأصله (يَعِنُّ) سكن النون للوزن، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود على المفروق، وجملة (يعن) في محل جر نعت لمفروق.
    إذن اللفيف المفروق يكون كالمثال خلافا للفيف المقرون، فيكون المصدر الميمي، واسم الزمان والمكان، على وزن (مَفْعِلٍ).
    نحو: (وَقَى يَقِي، مَوْقِي)، و(وَفَـى يَفِى مَوْفِي).
    وكتب / أبو زياد محمد بن سعيد البحيري
    ضمن كتاب (إتحاف الوفود بشرح نظم المقصود)


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: نظم المقصود الدرس السادس (معاني صيغ الزواد -والمصدر الميمي واسم الزمان والمكان للفعل الثلاثي) لمحمد بن سعيد البحيري Rating: 5 Reviewed By: محمد سعيد البحيري
    إلى الأعلى