إعراب الجمل السبعة التي لها محل من الإعراب

  • اخر الاخبار

    الجمعة، 9 أكتوبر 2015

    الدرس الأول من شرحي على نظم المقصود فى علم الصرف والمسمي (إتحاف الوفود بشرح نظم المقصود)


    الحَمْدُ للهِ مُصَرِّفِ القُلُوبِ لِطَاعَتِهِ، وصَارِفِ قُلُوبِ أعْدَاءِهِ عَنْ مَـحَـبَّتِهِ، ومُضَعِّفِ الأجْرِ لأولياءِه وشِيعَتِهِ.
    أحمده حمدا يليق بنعمائه، وأشكره على وَافِرِ فضله وعطاءه.


    وأُصَلِّى وَأُسَلِّمُ على عبدِهِ ونَبِيِّهِ، وصَفْوَةِ الصَفْوَةِ من رُسُلِهِ، الداعِي إلى أشْرفِ مَقْصُودِ، والمفضلِ على الرسلِ بالمقامِ المحمودِ.
    اللهم صل عليه، وعلى آله وصحبه، ومن نهج شرعه، ومن استن بسنته، واقفتى أثره إلى يوم الدين.
    لتحميل الدرس منسقا بصيغة PDF أو DOCX
    من هذا الرابط
    أو من هذا


    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ سورة آل عمران (102).
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ سورة النساء (1).
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ الأحزاب آية 70 ، 71.
    أما بعد ،،،
    فقد طلب منى أحد الإخوة الفضلاء أن أضع شرحا على نظم المقصود في علم الصرف، فلم أجد بدا من سؤاله، وقد وعدته بذلك، وها أنا وفيت بوعدي، عسى الله أن ينفع به الطلاب، ويهيدنا بفضله إلى الصواب، إنه جواد كريم، رؤوف رحيم، وما توفيقى إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
    اعلم أخى الحبيب أن علم الصرف علم صعب، لا أعلم في العلوم أصعب منه، وهو كغيره من علوم الآله لا ينالها إلا من استعان بمولاه، وبذل نفسه وجهده لتحصيل بغيته وطلب رضاه.
    وإن من أسهل المنظومات التي وُضعتْ في هذا الفن نظمَ المقصود لأحمد بن عبد الرحيم الطهطاوي، وعدد أبياته (ثلاثة عشر بيتا ومائة).
    وهو سَهْلٌ حُلْوٌ، ليس فيه إغلاقٌ ولا شُذُوذَاتٌ إلا قليلا.
    وقد قمت بشرحه شرحا متوسطا يناسب المبتدى، ولا يستغنى عنه إن شاء الله من له دراية بهذا الفن.
    ولم أذكر شذوذات وخلافات إلا نادرا، وقد وقفت مع ألفاظ النظم كثيرا من حيث معانيها، ولم أكثر من الأمثلة، وإنما أكتفيت بذكر مثال أو مثالين.
    وقمت بإعراب كثير من الكلمات، لا سيما في بداية الشرح، حتى يسهل النظم على الطلاب الوفود لدراسة هذا الفن.
    فأسأل الله جل جلاله القبول والرضا، والختم بالحسنى إذا العمر انقضى، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

    وقد سميته (إتحاف الوفود بشرح نظم المقصود)
    أبو زياد محمد بن سعيد البحيري



    مقدمة في فن الصرف
    علم الصرف أحد علوم لسان العرب، ومعلومٌ أن كل علم له مبادئ تخصه، فكان لزاما أن أذكر مبادئ علم الصرف حتى يسهل على الطلاب الولوج فيه، فإذا لم تَعْرِفْ هذه المبادئ صعب عليك الفن، وقد تلج بحره فتغرق، فتمسك بطوق النجاة أسلم لك، وهو التدرج في العلم، ومن أولويات التدرج دراسة مبادئ الفنون.
    وقد نظم هذه المبادئ غير واحد، ومنهم الصبان فى حاشيته على شرح السلم المرونق للملوى (ص35)، فقال:
    إِنَّ مَبــــادِئ كُـــلِّ فَنٍّ عَشَرَه

    الحَـــدُّ وَالموضُـــوعُ ثُمَّ الثَّمَــرَه
    وَنِسْبَــــةٌ وَفَضْــلُهُ وَالوَاضِعْ

    وَالاِسْمُ الِاسْتِمْدَادُ حُكْمُ الشَّـارِعْ
    مَسَائِـلٌ والبَعْضُ بِالبَعْضِ اكْتَفَى

    وَمَنْ دَرَى الجَمِيعَ حَازَ الشَّرَفَــا
    وقد أنشدتها في بيتين:
    إنَّ المَبَادِئْ عَشْرَةٌ فَلْـتَـعْـرِفِ

    الحَـــدُّ وَالمَوْضُوعُ ثُمَّ النِسْبَـةِ (1)
    حُكْمٌ مَسَائِلُ اسْتِمْدَادُ فَضْلُهُ

    والثَمَــرَاتُ اسْـمٌ كَذَاكَ وَضْعُهُ
    1- حده:
    الصرف لغة: من  التحويل والتغيير والتبديل، تقول: صرفت الشئ إذا حولته وغيرته من حال إلى حال، وهو مصدر صَرَفَ يَصْرِفُ، صَرْفًا ، فهو صَارِفٌ، والمفعول مَصْرُوفٌ، والتصريف: يُطلق أيضا ويراد به التحويل، والتغيير، والبيان، والتفصيل، والتقسيم، وغير ذلك من المعانى، وهو مصدر صَرَّفَ يُصَرِّفُ ، تَصْرِيفًا ، فهو مُصَرِّفٌ، والمفعول مُصَرَّفٌ.
    وكثير من هذه المعاني وردت في كتاب الله.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) كسرتُ التاء من أجل الوزن

    قال الله تعالي ﴿ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ البقرة (164)، فتصريف الرياح يعنى: تغييرها  من جهة إلى جهة، ومن حالة إلى حالة.
    وقال تعالى ﴿ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ﴾ التوبة (127).
    يعنى: غير وحول الله قلوبهم. 
    وقال تعالى ﴿انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ﴾ الأنعام (46).
    أي: ننوع الآيات ونغيرها.
    وقال النبي ﷺ «إِنَّ قُلُوبَ بَنِى آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ».
    اللفظ لمسلم في صحيحه
    واصطلاحا: علم بأصول يعرف بها أحوال أبنية الكلم التي ليست بإعراب ولا بناء.
    وهذا حد ابن الحاجب، وزدتُ عليه قول: (ولا بناء).
    قوله: (علم) هذا هو الحد العلمي لعلم الصرف، وليس الحد العملي التطبيقي.
    وقوله: (بأصول): جمع أصل، والمراد به الضوابط العامة الكائنة لكل فن، وقد اعترض الرضي على ذلك في شرحه على الشافية، وقد حمل العلم بالأصول على أن العلم غير الأصول التي من شأنها أن تعلم، فقال: بل القواعد نفس العلم، وهذا موهم بأن القواعد غير العلم، وهى هي !!.
    قلتُ: وهذا نزاع بينهم معروف في أغلب الحدود، ولا يتسع المقام لبسط هذه المسألة وبيان وجه الخلاف فيها، فمحلها المطولات، ولا يليق ذلك بهذا المختصر.
    وقوله: (يعرف بها أحوال أبنية الكلم): يعنى: يعرف بها هيئات الكلمات من حيث الحركات والسكنات وعدد الحروف والترتيب.
    فعلم الصرف يتعلق بأوائل الكلم وأواسطه، بخلاف النحو، فهو علم يبحث في أواخر الكلم من حيث الإعراب والبناء.
    وقد يشترك الصرف مع النحو لكن لا من حيث الإعراب والبناء، وإنما من جهة البحث في أواخر الكلم من حيث الإدغام، أو حذف أحد الساكنين.
    قال ابن مالك في (إيجاز التعريف في علم التَّصريف): علم يتعلَّق بِبِنْيَةِ الكلمة وما لحروفها من زيادة وأصالة، وصحة واعتلال وشبه ذلك.اهـ
    وحده الزنجاني بقوله: هو تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعان مقصودة لا تحصل إلا بها.اهـ،
    قلتُ: وهذا الحد العملي التطبيقي.
    قوله: (تحويل الأصل الواحد): يعنى: المصدر على الصحيح كما سيأتى.
    مثل: (ضَرْبٍ)، هذا مصدر يُشتق منه الماضي فتقول: (ضَرَبَ)، والمضارع (يَضْرِبُ)، والأمر (اضْرِبْ)، واسم الفاعل (ضَارِبٌ)، واسم المفعول (مَضْرُوبٌ)، إلخ ...
    والاسم كذلك داخل في قوله الأصل الواحد، لأن له تغييرات، نحو: (زيد)، وزيدان، وزيدون، وزيدي.. وهكذا، فقد حصل للاسم تحويل وتغيير واختلفت المعانى بهذه التغييرات.
    وقوله: (إلى أمثلة مختلفة لمعان مقصودة): هو ما ذكرناه من تحويل المصدر، وكل مثال من الأمثلة المُحول إليها له معنى.
    فالماضي غير المضارع غير الأمر غير اسم الفاعل غير اسم المفعول.
    وقوله: (لا تحصل إلا بها): يعنى: لا تحصل المعانى لا بهذه الأمثلة المتنوعة.
    2 – موضوعه:
    الكلمات العربية من حيث كونها أسماء متمكنة، أو أفعالا متصرفة، ومن حيث معرفة أحوالها من صحة، وإعلال، وقلب، وأصالة إلخ..
    3 – ثمرته: قال ابن مالك في مقدمة (إيجاز التعريف في علم التَّصريف): فإنَّ التَّصريف علمٌ تتشوَّفُ إليه الهِمَم العليِّة، ويتوقَّف عليه وضوح الحِكَم العربية، ويفتح من أبواب النَّحو ما كان مُقْفَلاً، ويُفَصِّل مِنْ أصوله ما كان مُجْمَلاً.
    4 – نسبته:
    هو أحد علوم لسان العرب، ونسبته إلى غيره من العلوم التباين.
    5 – فضله:
    من أجل علوم اللسان، فعليه يتوقف ضبط أبنية الكلم، والتصغير والنسبة، ومعرفة الجموع والتثنية، والسماعى والقياسي والشاذ، والإدغام والإبدال، ولولا هذا ما فُهمَ القرآن والسنة.
    قال ابن عصفور في الممتع الكبير (ص31):
    التصريف أشرف شطري العربية وأغمضهما، فالذي يبين شرفه احتياج جميع المشتغلين باللغة العربية، من نحوي ولغوي، إليه أيما حاجة؛ لأنه ميزان العربية؛ ألا ترى أنه قد يؤخذ جزء كبير من اللغة بالقياس، ولا يوصل إلى ذلك إلا من طريق التصريف، وقال: ومما يبين شرفه أيضًا أنه لا يوصل إلى معرفة الاستقاق إلا به.
    6 – واضعه:
    هو واضع علم النحو، فإن علم التصريف لا يفصل بينه وبين النحو عند المتقدمين، ولذلك قد تكلم فيه سيبويه، والخليل، والكسائي، وغيرهم.
    والقول بأن واضعه هو معاذ الهراء لا يُسلم به، فعلم التصريف موضوع قبله، فلا يقال إذن من هو واضع علم الصرف، لأن واضعه هو واضع علم النحو.
    وأما ما اعتمد عليه السيوطي وغير واحد من القصة التي حدثت بين معاذ وبين أبى مسلم مؤدب عبد الملك بن مروان فليس فيها أنه واضعه.
    وإنما تدل على أنه كان يتكلم فيه كغيره من علماء عصره، أو كان يعتنى به بمزيد عناية.
    وقد كانت علوم العربية كلها علما واحدا، ثم اصطلح المتأخرون على التفريق، فبعضهم يعتنى بالتراكيب، فسموا ذلك نحوا.
    وآخرون يعتنون بمعانى اللغة، فسموه فقه اللغة، أو علم اللغة، وغيرهم يعتنى بأحوال الكلم الذى ليس بإعراب ولا بناء فسموه صرفا، وهكذا، حتى صارت اللغة علوما شتي لكل منها مصنفات مستقلة.
    7 – اسمه: علم الصرف، وعلم التصريف، وقد كان المتقدمون أكثر ما يطلقون التصريف على التمارين والأمثلة غير المسموعة، بخلاف المسموع.
    8 – استمداده: من الكتاب والسنة ولسان العرب الفصحاء.
    9 – حكمه: فرض كفاية على الأمة، وقد يتعين على المجتهد إذا توقف فهم مسألة معينة أو فتوي على شيء منه.
    10 -مسائله: هي التى ستأتيك في ثنايا النظم إن شاء الله جل وعلا.

    وكتب / أبو زياد محمد بن سعيد البحيري
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم




    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الدرس الأول من شرحي على نظم المقصود فى علم الصرف والمسمي (إتحاف الوفود بشرح نظم المقصود) Rating: 5 Reviewed By: محمد سعيد البحيري
    إلى الأعلى