إعراب الجمل السبعة التي لها محل من الإعراب

  • اخر الاخبار

    الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

    شرح نظم المقصود الدرس الثاني (شرح الميزان الصرفي) لأبى زياد محمد بن سعيد البحيري


                                                            تنبيه قبل الشروع في شرح نظم المقصود
    اعلم علمنى الله وإياك، أن علمَ التصريفِ علمٌ عَوِيصٌ صَعْبٌ، أقولها لك صراحةً حتى تَعُدَّ العدةَ، وتَـخْلعَ ثيابَ الكسلِ، وتُشَمِّرَ عن سَاعِدِ الِجد.

    الدرس الثاني



    فإذا أردت اتقان هذا العلم فلا بد أن تهتم بأربعة أمور.
    الأول: الميزان الصرفي.
    الثانى: باب الإعلال.
    الثالث: حفظ الأوزان ومعرفتها معرفة جيدة.
    الرابع: التطبيق العملي والممارسة.
    قد قَصَّرتُ عليك الطريق بمعرفة هذه الأمور، أما باب الإعلال، فسوف يأتي بعض الكلام عليه، وأما الأوزان فسوف تأتى في ثنايا النظم الذى ستحفظه، وأما التطبيق فهو ما سوف نفعله سويا أنا وأنت في هذا الكتاب، ولن أزيد في ثنايا الشرح عن ذكر مثال مشهور عندهم لكل وزن، فَتَحْفَظَهُ وتُخَرِّجَ عليه مثلَه، يتبقى إذن الميزان الصرفي، وهو ما سنشرحه شرحا ميسرا قبل أن نشرعَ في شرح النظم، فهيا أخى طالب العلم استعن بربك الكريم، واطلب منه التيسير ..

    لتحميل الدرس بصيغة PDF من هنا

    الـمِـيزَانُ الـصَّـرْفِـيُّ
    الميزان مُشْتَقٌّ من الوزن، والوَزْنُ ثَقْلُ شيء بشيء مثلِه، تقولُ: وَزَنْتُ الشيءَ وَزْناً، وأصله (مِوْزَانٌ)، سَكَنَتْ الواو وكُسِرَ ما قبلها، والقاعدة أنه إذا سكنت الواو وانكسر ما قبلها وجب قلب الواو ياء، فصارت الكلمة بعد القلب (مِيزَان).
    والميزان الصرفي قد اخترعه وابتكره الصرفيون لضبط ومعرفة أحوال أبنية الكلم، ففكروا في وضع هذا الميزان، ووضعوا له عدة ضوابط:
    1- اعتبروا أن أصول الكلمات ثلاثة أحرف، وذلك لأن أغلب كلمات اللغة العربية ثلاثية، سواء كانت أسماء أم أفعالا، فلما كانت الكلمات الرباعية والخماسية أقل جعلوا الأصل في الميزان الكلمات الثلاثية، لأن القواعد إنما توضع على الأغلب لا الأقل، ولو جعلوا أصول الكلمات خماسية أو رباعية لاضطروا إلى الحذف، أما وقد جعلوها ثلاثية فالمصير أن نزيد على الثلاثية عند الوزن حرفا أو حرفين أو ثلاثة، والزيادة أسهل من الحذف.
    2- قابلوا هذه الأحرف الثلاثية عند الوزن بالفاء والعين واللام، أعطوا الحرف الأول الفاء، والحرف الثانى العين، والحرف الثالث اللام.
    إذا عندنا وزن وعندنا موزون، فلو قلت مثلا: ما هو وزن ضَرَبَ؟
    الجواب: وزنُ (ضَرَبَ) هو (فَعَلَ)، فالضاد هي فاء الكلمة، والراء هي عين الكلمة، والباء هي لام الكلمة.
    قال في الوافية: وَتُوزَنُ الأُصُولُ فِـي الكَلَامِ *** بالفَاءِ ثُمَّ العَيْنِ ثُمَّ اللَّامِ
    3- ماذا فعل الصرفيون مع الكلمات التي زادت على ثلاثة أحرف؟
    الجواب: إذا كانت الكلمات رباعية أو خماسية أو سداسية فلا تخرج هذه الكلمات عن أربعة أحوال:
    الحالة الأولى:
    أن تكون الزيادة أصلية بسبب أصل الوضع، أعنى وضعتها العرب أو وضعها الواضع ابتداء على أربعة أحرف مثل (دَحْرَجَ) و(جَعْفَرٍ).
    فإن الميزان عندنا على (فَـعَـلَ) كما سبق بيانه، فماذا نفعل؟
    الجواب: نزيد حرف لام ثان في نهاية الكلمة فتصير (فَـعْلَـلَ)، وسَكَّنَّا العين في الوزن كما تلحظ لأن عين الكلمة التي هي الحاء ساكنة في الموزون، وتقول في مثل جَعْفَرٍ  على وزن (فَعْلَلٍ)، وهكذا.
    ولو كانت الكلمة على خمسة أحرف نزيد حرفى لامٍ نحو (سَفَرْجَلٌ) على وزن (فَـعْـلَّـلٍ).
    وليس عندنا في الفعل أكثر من أربعة أحرف أصول، فإذا وجدت فعلا خماسيا أو سداسيا فاحكم بكون الحرف الخامس أو السادس زائدا.
    وليس عندنا في الاسم أكثر من خمسة أحرف أصول، فإذا وجدت اسما سداسيا فاحكم بكون الحرف السادس زائدا.
    الحالة الثانية:
    أن تكون الزيادة بسبب تكرير حرف من الحروف الأصلية فى حروف الكلمة التي نريد وزنها، نحو (جَلْبَبَ) أصله (جَلَبَ) فَزِيدَتْ عليه الباء لإلحاقه بوزن (فَعْلَلَ) ففي هذه الحالة أيضا نضيف لاما ثانية في الوزن فنقول (جَلْبَبَ) على وزن (فَـعْـلَـلَ)، ولو كان  الفعل مضعف العين نحو (خَرَّجَ) ضعفنا العين في الميزان أيضا، فنقول
    (خَرَّجَ) على وزن (فَـعَّـلَ)، ولا يقال (خَرَّجَ) على وزن (فَعْرَلَ) أو (فَرْعَلَ)، وجَلْبَبَ على وزن (فَعْلَبَ) أو (فَعْبَلَ).
    الحالة الثالثة:
    أن تكون الزيادة في الكلمة بسبب حرف زائد ليس من أصل الكلمة وليس بتكرار حرف أصلي، وهذا النوع الثالث محصور في حروف معينة وهى مجموعة في كلمة (سـأَلْـتُـمُـونِـيـهَـا)، وتسمى هذه الحروف حروفَ الزيادة.
    ماذا نفعل في هذه الحالة؟
    الجواب: نزن الكلمة كما هي ونزيد الحرف الزائد في الوزن.
    مثال على زيادة هذه الحروف: الفعل (أكْـرَمَ) الهمزة زائدة فيه، وأصله (كَرُمَ).
    إذن كيف نقوم بوزن الفعل (أكْـرَمَ)؟
    الجواب: نقوم بتنزيل الهمزة الزائدة في الميزان فنقول (أكْـرَمَ) على وزن (أَفْعَلَ).
    وهكذا نفعل في باقى الحروف.
    فنقول: الفعل (يَضْرِبُ) على وزن (يَـفْعِـلُ)، والفعل (اِسْتَغْفَرَ) على وزن (اِسْـتَـفْـعَـلَ)، ومثله في الأسماء، تقول في نحو (قَائِمٍ) على وزن (فَاعِلٍ)، و(مُجْتَهِدٍ) على وزن (مُفْتَعِلٍ)، وهكذا نَفْعَلُ مع باقى الحروف الزائدة.
    وقد تحصل في الكلمة زيادتان كل منهما مختلفة عن الأخرى، فتزيد كل منهما في الوزن، نحو (اِعْشَوْشَبَ) زادت الألف والواو، وهذه زيادة من النوع الثالث وهو زيادة حرف ليس من أصل الكلمة وليس بتكرار حرف أصلي، وحصلت أيضا زيادة أخري وهى تكرار عين الكلمة وهو (الشين) لأن الفعل أصله (عَشِبَ) (يَعْشَبُ) وسُمِعَ على قلة (عَشُبَ)، زدنا الشين التي هي عين الكلمة.
    ماذا نفعل في مثل هذه الحالة التي فيها زيادتان؟
    الجواب: نقوم بتنزيل الزيادتين في الوزن، فتقول (اِعْشَوْشَبَ) على وزن (اِفْـعَـوْعَـلَ)، إذن زدنا الألف والواو، وكررنا العين.
    الحالة الرابعة:
    إذا حصل حذف أو قلب في الموزون حصل أيضا حذف أو قلب في الميزان.
    مثال الحذف: كلمة (قَاضٍ) أصلها (قاضى) على وزن (فاعل)، حذفت الياء التي هي لام الكلمة، فتحذف أيضا في الميزان، فيكون وزنها (فَاعٍ).
    ومثله (قُلْ) أصله (قُوْلْ) التقى ساكنان، فنحذف الأول منهما وهو عين الكلمة، فيصبح (قُلْ) على وزن (فُلْ).
    ومثله: (اسْمٌ) أصله (سِمْوٌ) على مذهب البصريين، حذفت الواو التي هي لام الكلمة فصار (اسْمٌ) على وزن (افعٌ).
    وعند الكوفيين (اسْمٌ) على وزن (اعْلٌ)، لأنه مشتق من الوسم، حذفت الواو التي هي فاء الكلمة فصار على وزن (اعْلٌ).
    كذلك: الفعل (وَعَدَ) معتل الفاء بالواو، والقياس في مضارعه (يَوْعِدُ)، على وزن (يَفْعِلُ) فحذفت الواو التي هي فاء الكلمة لوقوعها بين عدوتيها الكسرة والياء، فصار (يَعِدُ)، فأصبح على وزن (يَعِلُ).
    تنبيه: الموزون قبل الإعلال لا تفعل فيه شيئا، بل تنزله كما هو، فتقول في مثل (قَالَ) على وزن (فَعَلَ)، ولا تَقُلْ (قَالَ) على وزن (فَالَ)، لأن قال أصله (قَوَلَ)، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، فأصبح (قَالَ) فلا يجوز لك عند وزنه أن تقول: (قَالَ) على وزن (فَالَ).



    ومثال القلب:
    قولنا: (حَادِي) فهو مقلوب وَاحِدٍ، وهو اسم فاعل من وَحُدَ يَوْحُدُ، وَحَادَةً وَوُحُودَةً، فهو وَاحِدٌ وَوَحِيدٌ، ويتصرف كذلك على (وَحْدَة) مصدر (وَحَدَ)،  فدل على أن (حادي) مقلوب (وَاحِد)، وواحد على وزن (فاعل) حصل له قلب فأصبحت الواو التي هي فاء الكلمة في (واحد) ياء في نهاية الكلمة من (حادو) ثم قُلبت الواو ياء للمناسبة فأصبح (حادي)، والألف الزائدة كما هي لم تتغير، ثم قُدمت لام الكلمة التي هي الدال على الفاء التي هي الواو فأصبح وزنه إذن (عَالِفْ).
    ومثله: (جَاه) مقلوب (وَجْهَ) قلبت الفاء عينا، فأصبح وزنه (عَفَلَ).
    ومثله: (أَيِسَ) من (اليَـأْسْ) قلبت الهمزة مكان الياء فأصبح (أَيِسَ) على وزن (عَفِلَ).
    والقلب عند الصرفيين له أحوال، قد يكون القلب (بالاشتقاق، أو الندرة، أو التصحيح، أو ترتيب عدم الصرف، وغير ذلك).
    هذا باختصار، وهو أقل ما يقال في الميزان الصرفي في هذا المقام، وقد سهلته عليك قدر المستطاع.
    وكتبه / أبو زياد محمد بن سعيد البحيري

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: شرح نظم المقصود الدرس الثاني (شرح الميزان الصرفي) لأبى زياد محمد بن سعيد البحيري Rating: 5 Reviewed By: محمد سعيد البحيري
    إلى الأعلى