الخميس، 30 مايو 2024

نحو نحو جديد (2) المنصوب على الاستغناء!

 



نحو نحو جديد !!

المنصوب على الاستغناء!

__________________________

كالذي في قوله تعالى: (إِن الْمُتَّقِينَ فِي جنَّات ونعيم فاكهين بِمَا آتَاهُم رَبهم)، وقوله تعالى: (إِن الْمُتَّقِينَ فِي جنَّات وعيون آخذين)، وقوله تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى).


فنُصب كل من (فاكهين، وآخذين، وخالدين) على الاستغناء؛ إذ تم الكلام حين قلتَ: (ونعيم، وعيون، الأنهار)، وحين تم الكلام اسْتُغْنى عما يجيء بعده، فانتصب ما يجيء بعده للفصل.


لإنه لو قيل: آخذون، وخالدون، وفاكهون لكان ذلك هو الإخبار، فلما انتصب كل من (فاكهين، وآخذين، وخالدين) علمنا من ذلك تمام الكلام قبلها، ولم نحتج إلى ما بعده، فيُنْصَبُ حينئذ على الاستغناء!!.


ومثله قوله الشاعر:

وإِن لكم أصل البلاد وفرعها *** ولَلْخَيْـرُ فِيكُم ثابتًا مبذولا

نصب ثابتا مبذولا على الاستغناء وتمام الكلام، لأنك إِذا قلت: (وللخيرُ فِيكُم) فقد تم كلامك.


ألا ترى في قوله تعالى: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) وقوله تعالى: (إِنَّ أَصْحَاب الْجنَّة الْيَوْم فِي شغل فاكهون). أنه لم يقل جل شأنه: (خالدين، وفاكهين) لأنه -سبحانه- أراد الإخبار بهما عن إنَّ، فعلمنا حينئذ أنه لم يتم الكلام دونه، ولم يستغن به عمَّا يسبقه، ولو أنه كان قد أراد الإخبار بمتعلق بالجار والمجرور لقال (خالدين، وفاكهين).


ومثله قولك: (اذهبوا خيرا لكم) وقولك: (أَنصبرُ وأنت ههنا قاعدا).

ومثله قوله تعالى: (انْتَهوا خيرا لكم) نُصب خيرا لأنه يحسن السكوت عنه.


وقوله (فَمن تطوع خيرا فَهُوَ خير لَهُ وَأَن تَصُومُوا خير لكم) رفع لأنه خبر لَا يحسن السكوت دونه، أي: وإن تصوموا فالصيام خير لكم، ومثله قوله تعالى: (وَأَن يستعففن خير لَهُنَّ). أي: وإن يستعففن فالاستعفاف خير لهن، أو يك خيرا.


ومثله قولك: إن زيدا في الدار. فإذا سكتَّ، كان كلاما تاما، فقلت: واقفا، فحين استغنيت عن الواقف نصبت، فالوجه ليس الحالية؛ إذ يمكن أن تخبر به فتقول: واقف. ويكون قد تم الكلام.


وقوله تعالى: (قُلْ هِيَ للَّذين آمنُوا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا خَالِصَةً) نُصب خَالِصَةً على الاستغناء، والرفع جائز صناعة وسماعا على تأويل (هي خالصةٌ).


أما قوله سبحانه: (وَله الدّين واصبا)، وقوله: (وَهُوَ الْحق مُصدقا) فالمعنى: (له الدين الواصب، وهو الحق المصدق). إذ حين تُرك الألف واللام نُصب على القطع.


وللحديث بقية إن شاء الله 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق