الكفر عند أهل السنة
والجماعة يكون بالاعتقاد، أو بالقول، أو بعمل الجوارح، أو بالشك.
فكما أن الإيمان اعتقاد
بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح كذلك يكون الكفر بالاعتقاد، وبالقول، وبالعمل.
فالكفر هو:
إِفْسَادُ الإِسْلَامِ بِقَوْلٍ، أو بِعَمَلٍ، أو بِتَـرْكٍ، أو بِاعْتِقَادٍ، أو
بِشَكٍّ.
فالقول:
كَسَبِّ الربِّ جل وعلا، أو سَبِّ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ، أو سَبِّ دِينِهِ، أو
الاسْتِهْزَاءِ بالله، أو بِرُسُلِهِ، أو بِآيَاتِهِ.
والعَمَلُ:
كالسجود لغير الله، وكالذبحِ لغير الله، وكإهانةِ المصحف.
والتركُ:
كالإعراض عن دين الله.
والاعتقادُ:
كاعتقاد أَنَّ الأمواتَ يُدَبِّرُونَ هذا الكَوْنَ، وَيُجِيبُونَ مَنْ دَعَاهُمْ،
أو اعتقادِ أَنَّ أَحَدًا يَسَعُهُ الخروجُ على شريعة النبي ﷺ، أو كَكُفْرِ المُنَافِقِينَ.
والشكُ:
كالشَّكِّ في البعث أو في الحساب أو في الجنة أو في النار أو في بعثة النبي ﷺ.
قال ابن راهويه:
قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسوله عليه الصلاة والسلام أو دفع شيئا مما
أنزل الله أو قتل نبيا من أنبياء الله أنه كافر بذلك وإن كان مقرا بما أنزل الله.
الصارم المسلول
(ص513)
وقال ابن تيمية:
" قال تعالى في حق
المستهزئين: {لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} فبين
أنهم كفار بالقول مع أنهم لم يعتقدوا صحته".
الصارم المسلول (ص524)
وفي
فتاوى اللجنة الدائمة الفتوى رقم (20212) وتاريخ 7/2/1419هـ:
"وأنَّ الكفر يكون
بالقول والفعل والتَّرك والاعتقاد والشكِّ كما قامت على ذلك الدَّلائل من الكتاب
والسُّنَّة".
وقال ابن تيمية:
" إن سب
الله أو سب رسوله كفر ظاهرا وباطنا سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم أو كان
مستحلا له أو كان ذاهلا عن اعتقاده هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن
الإيمان قول وعمل".
وقال:
"فَإِنَّا
نَعْلَمُ أَنَّ مَنْ سَبَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ طَوْعًا بِغَيْرِ كُرْهٍ؛ بَلْ
مَنْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتِ الْكُفْرِ طَائِعًا غَيْرَ مُكْرَهٍ وَمَنْ
اسْتَهْزَأَ بِاَللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ فَهُوَ كَافِرٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا
وَأَنَّ مَنْ قَالَ: إنَّ مِثْلَ هَذَا قَدْ يَكُونُ فِي الْبَاطِنِ مُؤْمِنًا
بِاَللَّهِ وَإِنَّمَا هُوَ كَافِرٌ فِي الظَّاهِرِ فَإِنَّهُ قَالَ قَوْلًا
مَعْلُومَ الْفَسَادِ بِالضَّرُورَةِ مِنْ الدِّينِ".
مجموع الفتاوى
(7/ 557)
وقال مرعي بن
يوسف الكرمي المقدسي في تعريف الردة:
"وهو من
كفر بعد إسلامه، ويحصل الكفر بأحد أربعة أمور:
بالقول: كسب
الله تعالى ورسوله، أو ملائكته، أو ادعاء النبوة، أو الشرك له تعالى.
وبالفعل:
كالسجود للصنم ونحوه وكإلقاء المصحف في قاذورة.
وبالاعتقاد:
كاعتقاده الشريك له تعالى، أو أن الزنا أو الخمر حلال، أو أن الخبز حرام، ونحو
ذلك، ومما أجمع عليه إجماعا قطعيا.
وبالشك في شيء
من ذلك".
دليل الطالب (ص323)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق