الخميس، 2 يوليو 2015

بيان خطورة البدع وأهلها، وأنهم أخطر على الأمة من اليهود والنصارى من وجه، وبيان ذلك من أقوال الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان


بيان خطر البدعة وأهلها، وأنهم أضر على الإسلام من اليهود والنصارى.
أولا لا بد أن تعلم أنه يَجِبُ عُقُوبَةُ كُلِّ مَنْ انْتَسَبَ إلَيْهِمْ أَوْ ذَبَّ عَنْهُمْ أَوْ أَثْنَى عَلَيْهِمْ أَوْ عَظَّمَ كُتُبَهُمْ أَوْ عُرِفَ بِمُسَاعَدَتِهِمْ وَمُعَاوَنَتِهِمْ أَوْ كَرِهَ الْكَلَامَ فِيهِمْ أَوْ أَخَذَ يَعْتَذِرُ لَهُمْ، وسوف يأتيك الكلام مفصلا.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إياكم والرأي؛ فإن أصحاب الرأي أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يعوها وتفلتت منهم أن يحفظوها فقالوا في الدين برأيهم». الجامع لبيان العلم (2005)
لتحميل المقال منسقا من هذا الرابط.
http://www.gulfup.com/?uL2t0s

قال عبد الله بن عباس رضى الله عنهما: إن أبغض الأمور إلى الله البدع. السنة للمروزي (84)
وقال: لا تجالس أهل الأهواء، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب. الشريعة (133)
وقال: ما في الأرض قوم أبغض إلى من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله تعالى، وإن الله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. الشريعة (451)
وقال: «ما يأتي على الناس من عام، إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدع، وتموت السنن. البدع لابن وضاح.
وعن عثمان بن حاضر قال: دخلت على ابن عباس فقلت: أوصني. فقال: نعم، عليك بتقوى الله والاستقامة، اتبع ولا تبتدع. سنن الدارمي
وعن طاووس قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: الحمد لله الذي جعلني على هواكم. فقال: «الأهواء كلها ضلالة. ذم الكلام (484)
وعن مجاهد، عن ابن عباس، قال: لو رأيت أحدهم لأخذت بشعره، يعني القدرية. قال شعبة: فحدثت به أبا بشر، فقال: سمعت مجاهداً يقول، واحتفز: ذكروا عند ابن عباس فتحفز، وقال: لو رأيت أحدهم لعضضت أنفه". القدر للفريابي (268)
وقال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما:
كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة. ذم الكلام (276)
وقال: ما فرحت بشيء من الإسلام أشد فرحاً، من أن قلبي لم يدخله شيء من هذه الأهواء». شرح أصول الاعتقاد (227)

وقال حذيفة بن اليمان رضى الله عنه:
اتقوا الله معشر القراء، وخذوا طريق من كان قبلكم، فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن تركتموه شمالاً ويميناً ضللتم ضلالاً بعيداً. السنة للمروزي (86)
وقال أبو موسى الأشعري رضى الله عنه:
لئن يجاورني أهل بيت من يهود, ونصارى, وقردة, وخنازير؛ أحب إلي من أن يجاورني صاحب هوى يمرض قلبي. الإبانة (471)
وقال سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه: أي بني، لا تجالس مفتوناً؛ فإنه لا يخطئك منه إحدى خصلتين: إما أن يستزلك، وإما أن يمرض قلبك»". أصول السنة لابن أبي زمنين (235)
وقال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه:
إياكم وما يحدث الناس من البدع, فإن الدين لا يذهب من القلوب بمرة, ولكن الشيطان يحدث له بدعاً حتى يخرج الإيمان من قلبه, ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فرضه في الصلاة والصيام والحلال والحرام, ويتكلمون في ربهم عز وجل, فمن أدرك ذلك الزمان فليهرب». قيل: يا أبا عبدالرحمن فإلى أين؟ قال: «إلى لا أين، يهرب بقلبه، ودينه, لا يجالس أحداً من أهل البدع»". شرح أصول الاعتقاد (196)
وقال: يا أيها الناس، إن الله بعث محمد بالحق، وأنزل عليه الفرقان، وفرض عليه الفرائض، وأمره أن يعلم أمته؛ فبلغ رسالته، ونصح لأمته، وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، وبين لهم ما يجهلون؛ فاتبعوه، ولا تبتدعوا؛ فقد كفيتم، كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة". ذم الكلام (239)
وقال: «من أحب أن يكرم دينه؛ فليعتزل مخالطة السلطان، ومجالسة أصحاب الأهواء؛ فإن مجالستهم ألصق من الجرب». البدع والنهي عنها (127)
وعن يسار أبي الحكم, أن عبدالله بن مسعود، حدث أن أناساً بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد, فأتاهم, وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كومة حصى؛ فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد, وهو يقول: «لقد أحدثتم بدعة ظلماً, أو قد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علماً»". البدع والنهي عنها (16)
وقال الفضيل بن عياض:
إذا رأيت رجلاً من أهل السنة، فكأنما أرى رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا رأيت رجلاً من أهل البدع، فكأنما أرى رجلاً من المنافقين". شرح السنة (157)
وقال: "من جالس صاحب بدعة؛ لم يعط الحكمة". شرح السنة (163)
وقال: "لا تجلس مع صاحب بدعة؛ فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة". شرح السنة (164)
وقال: "من أحب صاحب بدعة، أحبط الله عمله، وأخرج نور الإسلام من قلبه". شرح السنة (165)
وقال: "من جلس مع صاحب بدعة؛ ورثه العمى". شرح السنة (166)
وقال: "إذا رأيت صاحب بدعة في طريق؛ فجز في طريق غيره". شرح السنة (167)
وقال: "من عظم صاحب بدعة؛ فقد أعان على هدم الإسلام، ومن تبسم في وجه مبتدع؛ فقد استخف بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم، ومن زوج كريمته مبتدعا فقد قطع رحمها، ومن تبع جنازة مبتدع؛ لم يزل في سخط الله حتى يرجع". شرح السنة (168)
وقال: آكل مع يهودي ونصراني، ولا آكل مع مبتدع، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة، حصن من حديد. شرح السنة (169)
وقال: إذا علم الله عز وجل من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة؛ غفر له، وإن قل عمله". شرح السنة (170)
وقال: «ما على الرجل إذا كان فيه ثلاث خصال: إذا لم يكن صاحب هوى، ولا يشتم السلف، ولا يخالط السلطان». الحلية (8/104).
وقال: "من تواضع لله رفعه، ومن كان مجلسه مع المساكين نفعه، وإياك أن تجلس مع من يفسد عليك قلبك، ولا تجلس مع صاحب هوى؛ فإني أخاف عليك مقت الله". الإبانة (451)
وقال: "من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع؛ فقد غش الإسلام. واحذروا الدخول على صاحب البدع؛ فإنهم يصدون عن الحق". شرح أصول الاعتقاد (261)
وقال: «صاحب البدعة لا تأمنه على دينك، ولا تشاوره في أمرك، ولا تجلس إليه، فمن جلس إلى صاحب بدعة ورثه الله العمى». شرح أصول الاعتقاد (264)
وقال: "لا يكون مع صاحب بدعة، فإن الله لا ينظر إليهم، وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة». شرح أصول الاعتقاد (265)
وقال: "من دخل على صاحب بدعة؛ فليست له حرمة". شرح أصول الاعتقاد (282)
وقال: "أدركت خيار الناس، كلهم أصحاب سنة، وهم ينهون عن أصحاب البدعة". الحلية (8/104) وقال: «إذا رأيت مبتدعاً في طريق، فخذ في طريق آخر». الإبانة (493)
وقال سفيان الثوري: اتقوا هذه الأهواء المضلة". الشريعة (2062)
وقال: إذا لقيت صاحب هوى في طريق؛ فخذ في طريق آخر". المجالسة للدينوري (2723)
وقال: من أصغى بأذنه إلى صاحب بدعة، خرج من عصمة الله، ووكل إليها؛ يعني إلى البدع". شرح السنة (161)
وقال: ولوا البدع ظهوركم. البدع والنهي عنها (39)
وقال: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها". ذم الكلام (914)
وقال: من جالس صاحب بدعة، لم يسلم من إحدى ثلاث: إما أن يكون فتنة لغيره, وإما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيدخله الله النار, وإما أن يقول: والله ما أبالي ما تكلموا وإني واثق بنفسي. فمن أمن الله على دينه طرفة عين، سلبه إياه". البدع والنهي عنها (116)
وقال: "المسلمون كلهم عندنا على حالة حسنة، إلا رجلين: صاحب بدعة، أو صاحب سلطان". شرح أصول الاعتقاد (255)
وعن الأصمعي، قال: "سمعت شعبة يقول: كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء، وينهى عن مجالستهم أشد النهي، وكان يقول: «عليكم بالأثر، وإياكم والكلام في ذات الله»". ذم الكلام (936)
وقال مالك بن أنس:
ما آية في كتاب الله عز وجل، أشد على أهل الأهواء من هذه الآية: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ.
فأي كلام أبين من هذا؟". الرسالة الوافية (203)
وقال: من ابتدع في الإسلام بدعة؛ يراها حسنة؛ فقد زعم أن محمداً خان الرسالة؛ لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}؛ فما لم يكن يومئذ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً". الاعتصام (1/28)
وقال: «لا يؤخذ العلم من أربعة, ويؤخذ ممن سوى ذلك: لا يؤخذ من رجل صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه, ولا من سفيه معلن بالسفه, وإن كان من أروى الناس, ولا من رجل يكذب في أحاديث الناس, وإن كنت لا تتهمه أن يكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا من رجل له فضل وصلاح وعبادة، لا يعرف ما يحدث». الكفاية (ص 160)
وقال: أهل الأهواء بئس القوم، لا يسلم عليهم، واعتزالهم أحب إلي". ترتيب المدارك (1/175)
وعن عبد الرحمن بن مهدي، قال: قال مالك بن أنس: قيل لرجل عند الموت: «على أي دين تموت؟» قال: على دين أبي عمارة. كأنه رجل كان يتولاه من بعض أهل الأهواء. فقال مالك: «يدع المشئوم دين أبي القاسم، ويموت على دين أبي عمارة». الإبانة (239)
وعنه، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبي بكر، ولا عمر، ولا عثمان»". ذم الكلام (865)
وعن عبد الله بن نافع، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: «لو أن العبد ارتكب الكبائر بعد أن لا يشرك بالله شيئاً، ثم نجا من هذه الأهواء والبدع والتناول لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أرجو أن يكون في أعلا درجة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وذلك أن كل كبيرة فيما بين العبد وبين الله عز وجل فهو منه على رجاء، وكل هوى ليس منه على رجاء، إنما يهوي بصاحبه في نار جهنم»". ذم الكلام (866)
وعن يحيى بن سليمان بن نضلة، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: «لو أن رجلاً ارتكب جميع الكبائر، ثم لم يكن فيه شيء من هذه الأهواء؛ لرجوت له. من مات على السنة فليبشر»". ذم الكلام (867)
قال الشافعي:
لأن يلقى الله عز وجل العبد بكل ذنب، ما خلا الشرك بالله؛ خير له من أن يلقاه بشيء من هذه الأهواء". الإبانة (1881)
وقال: حكمي في أصحاب الكلام: أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر والقبائل؛ يقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأخذ في الكلام". الانتقاء (ص 80)
وعن الحسن بن عبدالعزيز الجروي قال: كان الشافعي ينهى النهي الشديد عن الكلام في الأهواء، ويقول: أحدهم إذا خالفه صاحبه, قال: «كفرت». والعلم فيه أن يقال: «أخطأت»" شرح أصول الاعتقاد (302)
وعن ابن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي، يقول: «لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء؛ لفروا منه كما يفرون من الأسد». الحلية (9/111)
وعن الجارودي، قال: "مرض الشافعي بمصر مرضة أيسوا منه فيها، ثم أفاق، وكل يقول له: من أنا؟ فيجيبه، حتى قال له حفص الفرد: من أنا يا أبا عبد الله؟ فقال: أنت حفص الفرد، لا حفظك الله، ولا رعاك، ولا كلأك إلا أن تتوب مما أنت فيه". الانتقاء (ص 80)
وعن يونس بن عبد الأعلى، قال: قلت للشافعي: صاحبنا الليث، يقول: «لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء، ما قبلته». قال: «قصر لو رأيته يمشي في الهواء، لما قبلته». آداب الشافعي (184)
وقال الحسن بن محمد الزعفراني: كان الشافعي ينهى عن الجدل، والكلام فيه، ويذم أهل البدع، ويأمر بالنظر في الفقه". الحلية (9/115)
وقال أحمد بن حنبل:
أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء". أصول السنة.
وقال: "أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم، ولا يخالطهم، ولا يأنس بهم"اهـ الإبانة (495)
وقال: "قبور أهل السنة من أهل الكبائر، روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد، حفرة؛ فساق أهل السنة، أولياء، وزهاد أهل البدعة، أعداء الله". طبقات الحنابلة (1/184)
وقال: "لا غيبة لأصحاب البدع". طبقات الحنابلة (2/274)
وعن علي بن سعيد قال: سمعت أبا عبد الله, يقول: "قدم ثور المدينة, فقيل لمالك: ألا تأتيه؟ فقال: «لا يجتمع عند رجل مبتدع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: لا تأتوه»". الإبانة (496)
وعن أبي الحارث، قال: سألت أبا عبدالله، فقلت: إن ههنا رجلاً يناظر الجهمية, ويبين خطأهم, ويدقق عليهم المسائل، فما ترى؟ قال: «لست أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء, ولا أرى لأحد أن يناظرهم, أليس قال معاوية بن قرة: الخصومة تحبط الأعمال, والكلام الرديء لا يدعو إلى خير. لا يفلح صاحب كلام؛ تجنبوا أصحاب الجدال والكلام, عليكم بالسنن, وما كان عليه أهل العلم قبلكم, فإنهم كانوا يكرهون الكلام, والخوض في أهل البدع, والجلوس معهم, وإنما السلامة في ترك هذا, لم نؤمر بالجدال والخصومات مع أهل الضلالة»". الإبانة (677)
وقال أحمد: أهل البدع لا يعادون إن مرضوا، ولا تشهد جنائزهم إن ماتوا". الفروع (2/184)
وقال: ما أحد على أهل الإسلام أضر من الجهمية، ما يريدون إلا إبطال القرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم). طبقات الحنابلة 1/ 47 .

وعن أبي عمران الأصبهاني، قال: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: «لا تجالس صاحب كلام، وإن ذب عن السنة, فإنه لا يؤول أمره إلى خير»". الإبانة (679)
وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي:
وكان الشافعي رضي الله عنه شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم " مناقب الشافعي 1/469 .
وقال البربهاري : إذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب ، فاسقا فاجرا ، صاحب معاص ، ضالا ، وهو على السنة ، فاصحبه ، واجلس معه ، فإنه ليس يضرك معصيته . وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة، متقشفا، محترقا بالعبادة ، صاحب هوى ، فلا تجالسه ، ولا تقعد معه ، ولا تسمع كلامه ، ولا تمشي معه في طريق ، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه. شرح السنة
وقال: إذا رأيت الرجل جالس مع رجل من أهل الأهواء، فحذره وعرفه، فإن جلس معه بعدما علم؛ فاتقه، فإنه صاحب هوى". شرح السنة (134)
وقال: وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع، فاحذره؛ فإن الذي أخفى عنك، أكثر مما أظهر. شرح السنة (138)
وقال: وإذا رأيت الرجل مجتهداً، وإن بدا متقشفاً محترقاً بالعبادة، صاحب هوى، فلا تجالسه، ولا تقعد معه، ولا تسمع كلامه، ولا تمش معه في طريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته، فتهلك معه". شرح السنة (139)
قال الصابوني ناقلا إجماع أهل السنة والجماعة: ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس فيه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ......
واتفقوا على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم والتقرب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم.اهـ
  
قال أبو العباس ابن تيمية في الفتاوي (28/231، 232):
وَمِثْلُ أَئِمَّةِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعِبَادَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ بَيَانَ حَالِهِمْ وَتَحْذِيرَ الْأُمَّةِ مِنْهُمْ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ؟ فَقَالَ: إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ. فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلَاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْلَا مَنْ يُقِيمُهُ اللَّهُ لِدَفْعِ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ لَفَسَدَ الدِّينُ وَكَانَ فَسَادُهُ أَعْظَمَ مِنْ فَسَادِ اسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إذَا اسْتَوْلَوْا لَمْ يُفْسِدُوا الْقُلُوبَ وَمَا فِيهَا مِنْ الدِّينِ إلَّا تَبَعًا وَأَمَّا أُولَئِكَ فَهُمْ يُفْسِدُونَ الْقُلُوبَ ابْتِدَاءً. اهـ

وقال ابن تيمية:
وَهَكَذَا هَؤُلَاءِ الِاتِّحَادِيَّةُ : فرؤوسهم هُمْ أَئِمَّةُ كُفْرٍ يَجِبُ قَتْلُهُمْ وَلَا تُقْبَلُ تَوْبَةُ أَحَدٍ مِنْهُمْ إذَا أُخِذَ قَبْلَ التَّوْبَةِ فَإِنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ الزَّنَادِقَةِ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ وَيُبْطِنُونَ أَعْظَمَ الْكُفْرِ وَهُمْ الَّذِينَ يَفْهَمُونَ قَوْلَهُمْ وَمُخَالَفَتَهُمْ لِدِينِ الْمُسْلِمِينَ وَيَجِبُ عُقُوبَةُ كُلِّ مَنْ انْتَسَبَ إلَيْهِمْ أَوْ ذَبَّ عَنْهُمْ أَوْ أَثْنَى عَلَيْهِمْ أَوْ عَظَّمَ كُتُبَهُمْ أَوْ عُرِفَ بِمُسَاعَدَتِهِمْ وَمُعَاوَنَتِهِمْ أَوْ كَرِهَ الْكَلَامَ فِيهِمْ أَوْ أَخَذَ يَعْتَذِرُ لَهُمْ بِأَنَّ هَذَا الْكَلَامَ لَا يَدْرِي مَا هُوَ أَوْ مَنْ قَالَ إنَّهُ صَنَّفَ هَذَا الْكِتَابَ وَأَمْثَالَ هَذِهِ الْمَعَاذِيرِ الَّتِي لَا يَقُولُهَا إلَّا جَاهِلٌ أَوْ مُنَافِقٌ ؛ بَلْ تَجِبُ عُقُوبَةُ كُلِّ مَنْ عَرَفَ حَالَهُمْ وَلَمْ يُعَاوِنْ عَلَى الْقِيَامِ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ الْقِيَامَ عَلَى هَؤُلَاءِ مِنْ أَعْظَمِ الْوَاجِبَاتِ ؛ لِأَنَّهُمْ أَفْسَدُوا الْعُقُولَ وَالْأَدْيَانَ عَلَى خَلْقٍ مِنْ الْمَشَايِخِ وَالْعُلَمَاءِ وَالْمُلُوكِ وَالْأُمَرَاءِ وَهُمْ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ . فَضَرَرُهُمْ فِي الدِّينِ: أَعْظَمُ مِنْ ضَرَرِ مَنْ يُفْسِدُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ دُنْيَاهُمْ وَيَتْرُكُ دِينَهُمْ كَقُطَّاعِ الطَّرِيقِ وَكَالتَّتَارِ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ مِنْهُمْ الْأَمْوَالَ وَيُبْقُونَ لَهُمْ دِينَهُمْ وَلَا يَسْتَهِينُ بِهِمْ مَنْ لَمْ يَعْرِفْهُمْ فَضَلَالُهُمْ وَإِضْلَالُهُمْ: أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ وَهُمْ أَشْبَهُ النَّاسِ بِالْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ. (مجموع الفتاوي 2/132)
 وقال: فإن بيان حال أهل البدع والتحذير منهم واجب باتفاق المسلمين فقد قيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي (التطوع) ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع قال: "إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل !
وقال بعضهم لأحمد بن حنبل يثقل علي أن أقول فلان كذا وكذا، فقال رحمه الله: إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم".
وكان إذا ذكر عنده الكرابيسي يقول: لا يغرنك تنكيس رأسه، ذلك يقول كذا وكذا.. لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه .. هتكه الله ..الخبيث !!!
وقال ابن تيميه: الراد على أهل البدع مجاهد.
قال ابن بطة العكبري: أهل البدع هم أشد فتنة من الدجال وكلامهم ألصق من الجرب وأحرق للقلوب من اللهب فلا تجالسوهم".
وقال الآجري: وبعد هذا نأمر بحفظ السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وقول أئمة المسلمين مثل مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل ومن كان على طريقة هؤلاء العلماء، ونبذ من سواهم ولا نناظر ولا نجادل ولا نخاصم، وإذا لقي صاحب بدعة في طريق أخذ غيره وإن حضر مجلسا هو فيه قام عنه.
 وقال البغوي: وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق الأمة وظهور الأهواء والبدع فيهم، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته وسنة أصحابه رضي الله عنهم فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا أو يتهاون بشيء من السنة أن يهجره ويتبرأ منه ويتركه حيا وميتا فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ حتى يترك بدعته ويرجع إلى الحق.
وقال الشاطبي: وأيضا فإن فرقة النجاة وهم أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع والتشريد بهم والتنكيل بمن انحاش إليهم بالقتل فما دونه وقد حذر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم.
وقال الذهبي: أكثر السلف على هذا التحذير.
وقال ابن تيميه: فساق أهل السنة خير من عبّاد أهل البدع.
وقال أيضاً: هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية ضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من الكفار المحاربين، ... فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت ... ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأوجب الواجبات، وهو أفضل من جهاد من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب. فإن جهاد هؤلاء حفظ وتطهير لما بأيدي المسلمين من بلادهم وأزواجهم وأبنائهم وأموالهم. وقتال العدو الخارج من اليهود والنصارى والمشركين إنما هو لإظهار الدين. وحفظ الأصل مقدم على حفظ الفرع. وأيضاً فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك، بل ضرر هؤلاء في الدين على كثير من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب). مختصر الفتاوى المصرية: ص 601- 608 .
وقال أيضا: فساد أهل البدع أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها إلا تبعًا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء".
وقال: وهذه حقيقة قول السلف والأئمة أن الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم ولا يصلى خلفهم ولا يؤخذ عنهم العلم ولا يناكحون فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا
 وقال عبد الغني المقدسي: واعلم رحمك الله أن الإسلام وأهله أتـوا من طوائف ثلاث فطائفة ردت أحاديث الصفات وكذبوا رواتها فهؤلاء أشد ضررا على الإسلام وأهله من الكفار) الاقتصاد في الاعتقاد ص 223 .
وقال ابن الجوزي في الموضوعات (1/50): قال أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه : قال شيخنا أبو الفضل الهمداني: مبتدعة الإسلام والوضاعون للأحاديث أشد من الملحدين؛ لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من الخارج، وهؤلاء قصدوا إفساده من الداخل؛ فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله، والملحدون كالمحاصرين من الخارج، فالدخلاء يفتحون الحصن ؛ فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له. و لا شك أن الكفر ملة واحدة إلا أن الملحدين أشد من اليهود والنصارى - كما لا يخفى - ؛ فتأمل!
وقال ابن عقيل رحمه الله أيضاً: ما على الشريعة أضر من مبتدعة المتكلمين وجهلة المتصوفين). الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة 4 / 1346
وقال ابن تيمية: وقد اتفق أهل العلم بالأحوال أن أعظم السيوف التي سلت على أهل القبلة ممن ينتسب إليها، وأعظم الفساد الذي جرى على المسلمين ممن ينتسب إلى أهل القبلة إنما هو من الطوائف المنتسبة إليهم، فهم أشد ضررا على الدين وأهله). مجموع الفتاوى 28 / 479 .
وقال أيضاً: (فهذه المقالات وأمثالها من أعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها وأنه باطل، والواجب إنكارها؛ فان إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون، لا سيما وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى). مجموع الفتاوى 2/ 359 .
فيتبين بما لا يدع مجالا للشك من خلال هذه النقولات عن أئمة السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم أن خطر المبتدعة على الإسلام أشد من خطر اليهود والنصاري، وهذا أمر معلوم شرعا وعقلا، ولا ينكره إلا جاهل أو مكابر لم يعرف السنة وأهلها.
فإن فساد أهل البدعة أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب كما قال ابن تيمية، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء.
هذا ما تيسر الآن، وهو منقول بتصرف، ولذلك فيه أخطاء في الإملاء لست أنا من كتبها، وفى إسناد بعض الآثار مقال، وإن كانت تصح معنى.



هناك تعليق واحد:

  1. اللهم انصر اهل السنة والجماعة الفرقة الناجية و المنصورة باءذن الله

    ردحذف