السبت، 31 أغسطس 2019
السبت، 24 أغسطس 2019
الثلاثاء، 20 أغسطس 2019
الخميس، 15 أغسطس 2019
الاثنين، 5 أغسطس 2019
جواب مختصر عن حكم التصوير المرئي
جواب مختصر عن
حكم التصوير المرئي
===================
سؤال من أحد
الإخوة: ما حكم التصوير المرئي مع العلم انني رايت فتاوى في تحريمه، وما هو
التصوير المحرم؟ بارك الله فيكم
==============
ج: بسم الله،
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد،
فمن الأخطاء
الأصولية الشائعة فهم المصطلحات الشرعية بالمصطلحات العرفية، حينئذ ينبني على ذلك
خطأ في فهم الحكم الشرعي؛ لأنه بُني على فهم غير صحيح للمعنى الشرعي.
من أمثلة ذلك:
قول بعضهم:
التصوير المرئي حرام شرعا؛ بل من الكبائر !!! ومن ثَمَّ يفسق إخوانه المسلمين، بل
يهجرهم، ثم هو لا يفعل ذلك مع العلماء الذين يظهرون في مقاطع مرئية !! ثم يستدل
على فهمه بنصوص قطعية الثبوت والدلالة في تحريم التصوير، لكنه لم يفقه المعنى
المعهود شرعا من تلك النصوص، ألا وهو: مضاهاة خلق الله.
مع العلم أن
التصوير المرئي هو انعكاس الصورة الحقيقية، فالكاميرا ما هي إلا مرآة تعكس الصورة ثم تنسخها، فالتصوير المرئي بالكاميرا ليس فيه مضاهاة لخلق الله، وبذلك
اختلف عن المعنى المعهود شرعا، ومن ثم اختلف حكمه عن حكم التصوير المحرم شرعا؛ لأن
الحكم على الشيء فرع عن تصوره كما هو مقرر أصوليا؛ لإنه وإن سُمي تصويرا في العرف،
لكنه ليس بتصوير في الشرع، فافهم هذا.
ولذلك تحريمه
حينئذ تحريم لشيء لم يحرمه الله.
وأكثر العلماء
الذين حرموا التصوير مطلقا بما في ذلك المرئي ظهروا في مقاطع مرئية.
فإن قال قائل:
هذا محرم.
قلنا له: فلماذا
ظهروا.
فإن قال: ضرورة.
قلنا: لا ضرورة
في ذلك؛ لأنه يمكن أن ينشر تلك الدروس صوتيةً من غير حاجة لتصويرها تصويرا مرئيا،
ومهما بحثت عن رد فلن تجد ردا سليما يستقيم.
فإن قلت: لقد حرم
الشيخ ذلك وقال لا تصوروني
قلنا: يمكن ألا
يذهب لهذه الدروس ما دام أن الطلبة لا يأخذون بما يقول.
===============
وأغرب من ذلك قول
الذين يحرمون التصوير للصور الثابتة المفردة، ثم هم يبيحون التصوير المرئي !!
وهل التصوير
المرئي إلا تصوير ثابت مفرد ثم يُجمّع؟ !!
===================
فالذي أدين الله
به وأعتقده أن التصوير المرئي مباح أصله،لأن الأصل في الأشياء (المنافع) الإباحة
ما لم يأت دليل بالتحريم، لقوله -تعالى-: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض
جميعا".
فإن كان وسيلة
لحكم من الأحكام الأربعة كان حكمه حكمها، لقوله -صلى الله عليه وسلم- "إنما الأعمال
بالنيات... ". .
وليس الخلاف في
هذا المسألة مما يُوجب التفسيق ولا الهجر ولا التباغض، وإن رفض ذلك بعض صغار طلبة
العلم !!
==============
فالحاصل إذن: أن
المرئيات (الفيديوهات) التي تُصور بالكاميرا مباحة؛ والصور الثابتة مباحة أيضا،
لأن التصوير المرئي عبارة عن مجموعة صور تُصور في إطار زمني قليل جدا، فتظهر بذلك
متحركة مرئية، فحقيقة التصوير المرئي هو التصوير الفوتوغرافي المأخوذ بلقطات سريعة
متتابعة.
=============
فإن قال معترض:
لا أسلم لك بأن علة التحريم هي المضاهاة فقط، وإنما الحكم معلل بأكثر من علة، من
ذلك: منع دخول الملائكة، وتعظيم أصحاب تلك الصور والغلو فيها.
قلت: أما ما ورد
من عدم دخول الملائكة بيتا فيه صورة فهو مبني على الصورة المحرمة شرعا، وقد سبق
بيان أن هذه ليست صورة محرمة شرعا.
وأما ما ورد من
أن الصور قد يُعظم أصحابها فإنما ورد في التماثيل، لا في الصور التي لا ظل لها،
ومن استقرأ نصوص الشرع المحرمةَ للتصوير عرف ذلك، فلم يكن أحد من المشركين ولا من
اليهود ولا النصارى يعبد صورة لا ظل لها.
فإن فعله أحد في
زماننا كما يفعل النصارى وغيرهم من المشركين فإنه محرم لتحريم الغلو مطلقا، لا لأن
الصور المرئية محرَّمَةٌ شرعا.
أما التصوير
المحرم شرعا فيأتيك فيه رد مفصل -إن شاء الله- لضيق الوقت الآن، والله أعلم
وكتب/
أبو زياد محمد سعيد البحيري
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه
وللمؤمنين