الجمعة، 14 ديسمبر 2018

حال راء امْرِئٍ عند الإفراد والتثنية



حال راء امْرِئٍ عند الإفراد والتثنية

في راء امْرِئٍ حال الإفراد ثلاث لغات:
اللغة الأولى: اتباع حركة الراء للهمزة، فيقال: (جَلَسَ امْرُؤٌ، ورَأَيْتُ امْرَأً، ومَرَرْتُ بامْرِئٍ)، وهي أفصح اللغات، وبها ورد التنزيل؛ قال تعالى: (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ) النساء: 176، وقال تعالى: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ الطور:21، وقال تعالى: ﴿مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ مريم:28


وهل الحركة على الراء حركة إعراب أو حركة إتباع؟
فيه خلاف، فمن رأى أنها حركة إعراب قال بأنه معرب من مكانين، وهو قول جماهير الكوفيين.

أما البصريون فقالوا: الحركة فيه للإتباع، وهذا الأقيس.

واللغة الثانية: بفتح الراء دائما، تقول: (جَلَسَ امْرَأٌ، ورَأَيْتُ امْرَأً، ومَرَرْتُ بامْرَإٍ).
واللغة الثالثة: بضم الراء دائمـا: (جَلَسَ امْرُؤٌ، ورَأَيْتُ امْرُؤًا، ومَرَرْتُ بامْرُؤٍ).
وفي امْرِئٍ لغة ثانية وهي (مَرْءٌ) بغير همزة وصل، وهذه تدخل عليها أل.
فيقال: (المَرْءُ)، وتعرب من مكان واحد عند الجماهير، وهو ما ورد في التنزيل، وسُمع ضم الميم فيها (مُرْءٌ)، وسُمع أيضا إتباع حركة الراء فيها للميم كامْرِئٍ.


حينئذ يتعارض قياسان عند التثنية:
الأول: أنه يلزم فتح ما قبل حرفي الثنية (الألف والياء) كما هو معلوم؛ فتقول: (امْرَءانِ): مثنى امْرِئٍ، كما تقول: (جَاءَ رَجُلَان، ورَأَيْتُ رَجُلَيْـنِ، وَمَرَرْتُ بِرَجُلَيْنِ)، فاللام مفتوحة أبدا، فالقياس أن يقال كذلك في تثنية (امْرِئٍ).

والثاني: لو أتبعنا الراء حركة الميم عند الثنية لقلنا: (جَاءَ امْرُؤَانِ، ورَأَيْتُ امْرَأَيْنِ، وَمَرَرْتُ بامْرِئَيْنِ)، وهذا ما تذكره بعض كتب اللغة المعاصرة !!

والصواب: أننا لا ننظر عند التثنية لحركة الراء، لأن الهمزة تلزم الفتح دائمـا حال التثنية، فكذلك الراء، فإذا ثَنَّيْتهَ ليس فيه إلا وجه واحد، فتقول: (جَاءَ امْرَءانِ، ورَأَيْتُ امرَأَيْنِ، وَمَرَرْتُ بامْرَأَيْنِ).


وكتب
أبو زياد محمد سعيد البحيري
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمؤمنين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق