أخبرني أحد الإخوة أنه
قال على المنبر حديثا فيه" الصلاةَ جامعةً" هكذا بنصب "الصلاةَ
جامعةً" فأنكر عليه بعد الخطبة أحدُ الإخوة وقال له: هذا خطأ، والصواب أن
تقول: "الصلاةُ جامعةٌ" بالرفع !! وأحرجه أمام الناس وتكلم معه بشدة
وتجاوز أدب النصيحة معه، فقال لي هذا الخطيب: ما الصواب في ذلك قوله أم قولي؟
==========================
قلتُ: الصواب ما قلتَ، وهذا الأخ الذي أنكر عليك جاهل جهلا مركبا؛ لأنه لا يدري أنه جاهل، ومَنْ تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.
فنصب الصلاة فقط فيه وجهان نحويان، وفي رفعهما ورفع أحدهما ونصب الآخر أوجه كذلك، كما سيأتيك.
==========================
أولا:
أخرج مسلم في "صحيحه" (ح 2130) عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَبَعَثَ مُنَادِيًا «الصَّلَاةَ جَامِعَةً» ... الحديث.
فورد الحديث بنصب (الصلاة).
=========================
والوجهان النحويان:
أحدهما: أن هذا يُسمى بالإغراء، وهو من منصوبات الأسماء، يقال له: المنصوب على الإغراء، أو: المنصوب بـ (الزم)، تجده في كتب النحو المتوسطة والموسعة.
======================================
وحد الإغراء عند النحاة: تَنْبِيه الْمُخَاطب على أَمر مَحْمُود ليلزمه.
وهناك ما يسمى بالمنصوب بـ «اتَّقِ»، أو: المنصوب على التحذير؛ نحو: «الأسدَ الأسدَ». أي: احذر الأسدَ الأسدَ، أو: اتق الأسدَ الأسدَ.
========================================
والذي يعنينا ههنا المنصوب على الإغراء، ومثاله: «الصلاةَ جامعةً»، أي: احضروا الصلاةَ حالةَ كونها جامعةً.
وحضور الصلاة أمر محمود مطلوب فعلُه.
========================================
وكل من الإغراء والتحذير يتفقان في حذف العامل وجوبا على تفصيل.
قال ابن هشام في "الشذور" (ص288):
"والاغراء تَنْبِيه الْمُخَاطب على أَمر مَحْمُود ليلزمه؛ نَحْو:
أَخَاك أَخَاك إِن من لَا أخاله *** كساع إلى الهيجا بِغَيْر سلَاح
وإنما يلْزم حذف عَامله إذا تكَرر كَمَا سبق فِي الْبَيْت أَو عطف عَلَيْهِ نَحْو الْمُرُوءَة والنجدة، فَإِن فقد التّكْرَار والعطف جَازَ ذكر الْعَامِل وحذفه؛ نَحْو: «الصَّلَاة جَامِعَة ف الصَّلَاة مَنْصُوب بـ «احضروا» مُقَدرا، وجامعةً: مَنْصُوب على الْحَال".
======================================
فإذا عرفتَ ما سبق: وهو أن: «الصلاةَ جامعةً» منصوب على الإغراء فاعلم أن فيه عدة أوجه كذلك:
==========================
قلتُ: الصواب ما قلتَ، وهذا الأخ الذي أنكر عليك جاهل جهلا مركبا؛ لأنه لا يدري أنه جاهل، ومَنْ تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.
فنصب الصلاة فقط فيه وجهان نحويان، وفي رفعهما ورفع أحدهما ونصب الآخر أوجه كذلك، كما سيأتيك.
==========================
أولا:
أخرج مسلم في "صحيحه" (ح 2130) عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ الشَّمْسَ خَسَفَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَبَعَثَ مُنَادِيًا «الصَّلَاةَ جَامِعَةً» ... الحديث.
فورد الحديث بنصب (الصلاة).
=========================
والوجهان النحويان:
أحدهما: أن هذا يُسمى بالإغراء، وهو من منصوبات الأسماء، يقال له: المنصوب على الإغراء، أو: المنصوب بـ (الزم)، تجده في كتب النحو المتوسطة والموسعة.
======================================
وحد الإغراء عند النحاة: تَنْبِيه الْمُخَاطب على أَمر مَحْمُود ليلزمه.
وهناك ما يسمى بالمنصوب بـ «اتَّقِ»، أو: المنصوب على التحذير؛ نحو: «الأسدَ الأسدَ». أي: احذر الأسدَ الأسدَ، أو: اتق الأسدَ الأسدَ.
========================================
والذي يعنينا ههنا المنصوب على الإغراء، ومثاله: «الصلاةَ جامعةً»، أي: احضروا الصلاةَ حالةَ كونها جامعةً.
وحضور الصلاة أمر محمود مطلوب فعلُه.
========================================
وكل من الإغراء والتحذير يتفقان في حذف العامل وجوبا على تفصيل.
قال ابن هشام في "الشذور" (ص288):
"والاغراء تَنْبِيه الْمُخَاطب على أَمر مَحْمُود ليلزمه؛ نَحْو:
أَخَاك أَخَاك إِن من لَا أخاله *** كساع إلى الهيجا بِغَيْر سلَاح
وإنما يلْزم حذف عَامله إذا تكَرر كَمَا سبق فِي الْبَيْت أَو عطف عَلَيْهِ نَحْو الْمُرُوءَة والنجدة، فَإِن فقد التّكْرَار والعطف جَازَ ذكر الْعَامِل وحذفه؛ نَحْو: «الصَّلَاة جَامِعَة ف الصَّلَاة مَنْصُوب بـ «احضروا» مُقَدرا، وجامعةً: مَنْصُوب على الْحَال".
======================================
فإذا عرفتَ ما سبق: وهو أن: «الصلاةَ جامعةً» منصوب على الإغراء فاعلم أن فيه عدة أوجه كذلك:
الوجه الثاني: برفعهما، «الصلاةُ جامعةٌ» على أنهما مبتدأ وخبر، وهو الوجه الذي لا تعرف أنت إلا هو !! ومن ثم تنكر على الناس به.
الوجه الثالث: «الصلاةُ
جامعةً» برفع الصلاة على الابتداء، والخبر محذوف، ونصب جامعة على أنه حال.
الوجه الرابع: «الصلاةَ
جامعةٌ». نصب الصلاة على الإغراء، ورفع «جامعة» على أنه خبر لمبتدإ محذوف.
الوجه الخامس: الصلاةَ
جامعةٌ. بنصب الصلاة بإن مقدرة، أي: إنَّ الصلاةَ جامعةٌ، والعرب تحذف إن وتبقى
عملها، وقد تحذفها وتلغي عملها، كما بينتُه قبل ذلك في منشور مستقل، فارجع إليه.
===============================
وهذه الأوجه التي ذكرتُها لك مرتبة من حيث الحسن، فالأول أحسنها، ثم الثاني، إلخ
====================================
فإن كنتَ درستَ الآجرومية فلا يحل لك أن تنكر على غيرك بما درسته؛ لأن اللغة بحر لا ساحل له، والآجرومية (أ ب) في علم النحو، فلتلزم الصمت خيرًا لك، واترك الكلام فيما لا تحسن.
=====================================
فالذي ينبغي لك الآن أن ترجع عن هذا الخطإ، وأن تعتذر لأخيك الذي أحرجته أمام الناس، فكما أسأت إليه أمام الناس فلتعتذر إليه أمام الناس، وللنصيحة آدابها، والله أعلم.
===============================
وهذه الأوجه التي ذكرتُها لك مرتبة من حيث الحسن، فالأول أحسنها، ثم الثاني، إلخ
====================================
فإن كنتَ درستَ الآجرومية فلا يحل لك أن تنكر على غيرك بما درسته؛ لأن اللغة بحر لا ساحل له، والآجرومية (أ ب) في علم النحو، فلتلزم الصمت خيرًا لك، واترك الكلام فيما لا تحسن.
=====================================
فالذي ينبغي لك الآن أن ترجع عن هذا الخطإ، وأن تعتذر لأخيك الذي أحرجته أمام الناس، فكما أسأت إليه أمام الناس فلتعتذر إليه أمام الناس، وللنصيحة آدابها، والله أعلم.
وكتب / أبو زياد محمد سعيد البحيري
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمؤمنين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق