الثلاثاء، 24 أبريل 2018

حكم قول بوركت، وبورك فيك؟






سؤال من أحد الإخوة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله سؤال واعتذر عن الإزعاج، كثيرا ما أدعو للإخوة بقول: "بوركت" فقال لي أحد الإخوة بل قل: "بارك الله فيك" ولا أذكر إذا قال: بوركت منهي عنه أم الأفضل تركه؛ لأني لا أذكر الشاهد، هل هناك مانع من قول: "بوركت" وتقريبا قال: إن بوركت لا يُعلم الفاعل هنا !!! وجزاكم الله خيرا
=========================
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بُورك فيك أخي.
لا بأس بقول: "بوركت، وبورك فيك" فإن المعنى هو "بارك الله فيك" والقرينة هنا حالية؛ وهو خبر أريد به الإنشاء، لأن الموحد لا يقصد بالدعاء لك بالبركة إلا البركة التي تُطلب من الله.
وقد تكون لفظية؛ كما لو قال لك: "بارك الله فيك"، فقلت: "وبورك فيك"، والفاعل ههنا ليس مجهولا كما ادعى هذا الشخص، أم يراه مجهولا في قوله -تعالى-: "وخُلق الإنسان ضعيفا" فحذف الفاعل له أغراض كثيرة!! لكن هل الجهل بالفاعل غرض من أغراض الحذف؟ هذه مسألة أخرى فيها قولان للنحاة، وعلى القولين ليس الفاعل مجهولا في المثال، هذا أولا.
ثانيا: "بورك" مسموع في القرءان والسنة؛ قال -تعالى-: "فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" أي: بارك الله من في النار ومن حولها.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ". متفق عليه، أي: بارك الله له فيه، أم يراه مجهولا في كلام النبي أيضا.
فلا بأس حينئذ بقول: "بورك فيك، وبوركت"، وليس الفاعل مجهولا.
فإذا كان مقام التخاطب يقتضي قول: "بارك الله فيك" ذكرتَه بالبناء للفاعل؛ لأنه حينئذ ينبغي للمتكلم أن يراعي حال المخاطب، والله أعلم
أبو زياد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق