العربُ قد تُخَاطِبُ الوَاحِدَ بخطابِ التثنية.
وقال امرؤ القيس في مطلع معلقته:
قِفَا نَبْكِ.
وهذا عند كثيرين خِطَابٌ لواحد، إما أن يكون جرَّدَ من نفسه مخاطبا، وإما أنه يُخاطب أحدًا معه.
وقال امرؤ القَيس أيضا:
خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي على أُمّ جُنْدَبِ *** نُقَضِّ لُباناتِ الفُؤَادِ المُعَذَّبِ
وأنشد بعضهم:
خَلِيلَي قُوما في عَطالَةَ فانْظُرَا *** أنارٌ تُرَى مِنْ ذِي أبانَيْنِ أَمْ بَرْقا
وقد استشهد الفراءُ بقول الشاعر.
فَقُلْتُ لصَاحِبي لا تَحْبسانا *** بنزعِ أُصُولِهِ واجْتَزَّ شيحا
وقال أبو ثروان:
فإنْ تَزْجُرانِي يا ابْنَ عَفَّان أنزجِرْ *** وَإنْ تَدَعانِي أحْمِ عِرْضا مُمنَعَّا
قال تعالى: «أَلْقِيَا فِي
جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ» والمراد بقوله تعالى: «ألقيا» هو مالك خازن
النار، على أحد الأقوال.
وقال امرؤ القيس في مطلع معلقته:
قِفَا نَبْكِ.
وهذا عند كثيرين خِطَابٌ لواحد، إما أن يكون جرَّدَ من نفسه مخاطبا، وإما أنه يُخاطب أحدًا معه.
وقال امرؤ القَيس أيضا:
خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي على أُمّ جُنْدَبِ *** نُقَضِّ لُباناتِ الفُؤَادِ المُعَذَّبِ
فقال: خليلي. وهو واحد، ثم قال: مرَّا
ولذلك صرح به في قوله بعدها:
ولذلك صرح به في قوله بعدها:
أَلمْ تَرَ أنّي كُلَّما جِئْتُ طارِفا *** وَجَدْتُ
بِها طِيْبات وَإنْ لَّمْ تَطَيَّبِ
وأنشد بعضهم:
خَلِيلَي قُوما في عَطالَةَ فانْظُرَا *** أنارٌ تُرَى مِنْ ذِي أبانَيْنِ أَمْ بَرْقا
فقال: خليلي، ثم قال: قوما، فانظرا.
وقد استشهد الفراءُ بقول الشاعر.
فَقُلْتُ لصَاحِبي لا تَحْبسانا *** بنزعِ أُصُولِهِ واجْتَزَّ شيحا
وقد يتخرج هذا الشاهد فيتنزل عليهما.
وقال أبو ثروان:
فإنْ تَزْجُرانِي يا ابْنَ عَفَّان أنزجِرْ *** وَإنْ تَدَعانِي أحْمِ عِرْضا مُمنَعَّا
فقال: تزجراني، وتَدَعانِي، ثم قال: يا ابن عفان.
وقال أوس بن حجر:
يا ابني شراحيل ما بالي وبالكما *** إنَّ المجاهل منها
عرية قذف
أذمة لكما عندي فنطلبها *** أم من عرام إلهي نالكم
نطف
وقال بعض النحويين: إنَّ العرب جَرَتْ عادتُهَا في
خطاب الواحد بلفظ الاثنين؛ لأن العربي لا يكون وحده في الغالب، فكان من عادتهم إذا
أرادوا الرحيل وأمروا برحلة البعير، وشد الأداة عليه، أن يأمروا اثنين بالشد،
فيقولون: " يا غلامان ارحلاه، ونحو ذلك، وهذا يكثر في كلامهم، فجروا على عادة
ذلك اللفظ وإن أرادوا واحدا.
وقال الطبري:
"وفي ذلك وجهان من التأويل: أحدهما: أن يكون
القرين بمعنى الاثنين، كالرسول، والاسم الذي يكون بلفظ الواحد في الواحد، والتثنية
والجمع، فردّ قوله: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ ) إلى المعنى. والثاني: أن يكون كما
كان بعض أهل العربية يقول، وهو أن العرب تأمر الواحد والجماعة بما تأمر به
الاثنين، فتقول للرجل ويلك أرجلاها وازجراها".
ويرى بعض النحاة كالسيرافي أن العرب قد تفعل ذلك
إذا أضمروا المخاطب الغائب الثاني، فيضم إليه منويا، فيصير لفظُهُ كلفظ الاثنين
المخاطبين.
قلتُ: ويرد على هذا قوله تعالى لِمَالِكٍ: ألقيا،
والله أعلم.
______________________
ولمزيد بيان ارجع إلى تفسير الطبري، ومعاني القرءان للفراء، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي.
ولمزيد بيان ارجع إلى تفسير الطبري، ومعاني القرءان للفراء، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق