الخميس، 15 يونيو 2017

هل تعلم أن جزءًا كبيرًا من البدع والضلالات لم يظهر إلا عملا بالنص العام دون تَلَمُّسِ فَهْمِ السلف لتلك العمومات


هل تعلم أن جزءًا كبيرًا من البدع والضلالات لم يظهر إلا عملا بالنصوص العامة دون تَلَمُّسِ فَهْمِ السلف لتلك العمومات، وإليك في الصوفية عبرة؛ إذ يستدلون بعموم استحباب ذكر الله على الذكر الجماعي.
وكاستدلال الخوارج بعموم قوله تعالى "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ "، إلى غير ذلك مما أنت خبير به.
وقد قابلتُ رجلا يصلي النوافل جماعة، كركعتين قبل الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء وقبل الفجر، مُحْتَجًّا بعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " صَلَاةُ الجَماعة تفْضَلُ عَلَى صَلَاةِ الفَرْدِ بِسَبْعٍ وعشرين درجةً ".
فقلتُ له: هذا في الصلوات المكتوبات، أو في كل ما ورد فيه النص، ولا يشمل النوافل.
فقال لي: النص عام، فلماذا خصصتَه.
فقلتُ له: لأنه مخصوص بالسنة، وبالإجماع القولي والعملي، فلم يُصَلِّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- النوافلَ جماعة، ولا فعله أحدٌ من أصحابه، وقد كانوا أحرص الناس على الخير، أفأنت أعلم منهم بالكتاب والسنة؟ !!، ودار بيننا كلام طويل، هذا ملخصه.

فانتبه: لا يجوز لك الاحتجاج بالعام دون فهم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذا العام، بل لا يجوز العمل بدليل دون تلمس فهمهم لهذا الدليل، والله أعلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق