الخميس، 6 أكتوبر 2016

ثمانية أفعال مضارعة في القرءان الكريم حُذفت منها (الياء) التي هي لام الفعل بغير جازم


ثمانية أفعال مضارعة في القرءان الكريم حُذفت منها (الياء) التي هي لام الفعل بغير جازم.
ثمانية أفعال مضارعة في القرءان الكريم حُذفت منها (الياء) التي هي لام الفعل بغير جازم.
--------------------------
الفعل الأول: يُؤْتِ
في قوله تعالى: «وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا» (النساء: 146)
والأصل « يُؤْتِي» كما ثبتت في كل المواضع، نحو قوله -تعالى-: «الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى» (الليل:18)، وقوله تعالى-: «وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (البقرة:247).
وقوله تعالى-: «يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ».
خلاف قوله - تعالى-: «وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ» (البقرة:269) وغيره، فالحذف فيه للجازم، أما قوله - تعالى: «وَسَوْفَ يُؤْتِ» فلا جازم فيه.

الفعل الثاني: يَأْتِ
ورد في قوله تعالى-: «يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ» (هود:105).
حُذِفَتْ في هذا الموضع فقط بغير جازم، وما سواه للجازم.

الفعل الثالث: يَسْـرِ
في قوله تعالى-: «وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ» (الفجر:4).
--------------------------
الفعل الرابع: نُنْجِ
في قوله -تعالى-: «ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ» (يونس: 103).
--------------------------
الفعل الخامس: تُغْنِ
في قوله تعالى-: «حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ» (القمر: 5).
وفي غير هذا تحذف للجازم.
--------------------------
الفعل السادس: يُنَادِ
في قوله تعالى-: «وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ» (ق:41).
--------------------------
الفعل السابع: نَبْغِ
في قوله تعالى-: «قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ» (الكهف: 64).
--------------------------
الفعل الثامن: يَقْضِ
في قوله تعالى-: «إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ» (الأنعام:57).
فالفعل «يَقُصُّ» على قراءة نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبي جعفر، وقرأ الباقون «يَقْضِ الْحَقَّ» بحذف الياء من «يَقْضِي».
===========================
السؤال: لماذا حُذِفَت الياء من هذه الأفعال بغير جازم؟
الإجابة: الذي يظهر -والله أعلم- أن الحذف في هذه الأفعال: «يُؤْتِ اللَّهُ، نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ، تُغْنِ النُّذُرُ، يُنَادِ الْمُنَادِ، يَقْضِ الْحَقَّ» للتخلص من التقاء الساكنين، فلما حُذِفَتِ الياء نُطْقًا، حُذِفَتْ كذلك في الرسم، وهذا كثير في القرءان في كل أنواع الكلم، اسما كان أو فعلا أو حرفا؛ وهذا أحد الأسباب التي تبين أن الإعراب لفظي ولا عبرة بالرسم، كما هو مذهب جماهير البصريين.
===============================
تنبيه:
عند إعراب هذه الأفعال تعرب على أصلها مرفوعة، ويكون الإعراب مقدرا على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين.
----------------------------------------------
أما الحذف في «يَسْرِ»
فهو للفاصلة، ولذلك قال الله -تعالى- قبلها:
«وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ» فناسب ذلك حذف الياء، وقد أثبتها بعض القراء وصلا، كنافع وأبي عمرو، وأبي جعفر، وأثبتها كلٌّ من ابن كثير ويعقوب وقفا ووصلا.
وأما الحذف في «يَأْتِ» فللرسم، وكذا في «نَبْغِ» وليس للتخفيف كما يُشاع، وقد أثبتها وَصْلًا كلٌّ من نافع، والكسائي، وأبي عمرو، وأبي جعفر، وأثبتها ابن كثير ويعقوب وصلا ووقفا.

==============================
تنبيه:
عند إعراب هذه الأفعال تعرب على أصلها مرفوعة، ويكون الإعراب مقدرًا على الياء المحذوفة للرسم.
وثَمَّ تعليلات لبعضهم أشبه بتفسيرات الصوفية والباطنية لا تلتفتوا إليها، والله أعلم.
وكتب / أبو زياد محمد سعيد البحيري
غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق