خذها من أخيك صريحة أحسن من
أن يغشك أحد.
دراسة العلم شيء، وممارسة
العلم شيء آخر.
فليس كل من درس شيئا من
العلوم يكون طالب علم، فطالب العلم هو من جمع بين العلوم، ومارس العلوم تطبيقا، أما
الدراسة النظرية فلا تسمى علما عند أهل العلم.
ولذلك قد تجد أحدهم يحفظ
ألفية ابن مالك وهو لا يحسن الإعراب، وقد تجد بعضهم درس الآجرومية ورسالة قواعد الإعراب
ثم طبقها إعرابا، ومر على جميع الأبواب مذاكرة وتطبيقا لها فيصير أعلم بالنحو ممن يحفظ
الألفية، فنحن لا نريد نسخة مكررة من الألفية !!.
وقد تجد بعضهم حفظ ألفية
العراقي، أو ألفية السيوطي، ثم لا يحسن دراسة الأسانيد والتخريج والتحقيق !!.
بينما قد تجد بعضهم درس
البيقونية، ثم النخبة، ثم التدريب مثلا، ودرس شيئا من كتب الجرح والتعديل، وقرأ في
التقريب، ثم طبق ذلك واشتغل بدراسة الأسانيد وتطبيق ما درسه عمليا فصار أعلم ممن حفظ
الألفية، بل يصير شيخا له !! فتنبه.
وكذلك قد تجد أحدهم انتهى
من الشاطبية حفظا، ثم إذا قرأ الفاتحة أخرج بعض الحروف من غير مخرجها !! أو إذا قرأ الطوال ظهر مستواه، وهل دراسة
الشاطبية مقصودة لذاتها أم لتعلم القراءة التي هي التطبيق.
بينما قد تجد من حفظ التحفة
واشتغل بالتطبيق وأكثر من القراءة والممارسة، صار أحسن قراءة ممن حفظ الشاطبية، بل
يصير شيخا له.
فنحن لا نريد نسخا مكررة، إنما العلم تطبيق، أما خلاف ذلك فلا تطمع أن تكون طالب علم، فلا تتعب نفسك.
وكثير من الإخوة -ولله
الحمد- فهموا ذلك فندموا على ما ضاع من عُمرهم دون تحصيل شيء من العلم، وهذا هو سر سقوط أكثر طلاب العلم بعد عدم الإخلاص بالله، وعدم الاستعانة به وحده.
ستتعب قليلا فى دراسة
علوم الآلة وتطبيقها، فاستعن بالله الكريم، وطبق العلوم تطبيقا، ثم ستجد ثمرة ذلك إن شاء الله قريبا جدا، خلاف ذلك فأنت تضيق وقتك وعمرك، ولن ينفعك الندم بعد ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق