إعراب الجمل السبعة التي لها محل من الإعراب

  • اخر الاخبار

    السبت، 20 أكتوبر 2018

    ما الفرق بين مشتبه وغير متشابه؟ في قول الله - تعالى - " وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ".



    ما الفرق بين مشتبه وغير متشابه؟
    سؤال تكرر وقد كان هذا جوابه.
    ====================
    س: في قول الله - تعالى - " وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ".ما الفرق بين مشتبه وغير متشابه؟
    =============================
    ج: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    أما بعد،
    فالفرق بينهما أن (مُشْتَبِهًا) على وزن (مُفْتَعِلٍ) من (اشتبه يشتبه اشتباهًا فهو مشتبه)، ومادة الافتعال: تدل في لسان العرب على عدة معانٍ، منها: (الاتخاذ، والاجتهاد، والإظهار، والمبالغة، والمطاوعة، والدلالة على الاختيار، والاكتفاء به عن الفعل المجرَّد، والالتباس) وغير ذلك من المعاني.

    ومتشابه على وزن (متفاعل)، مِن (تَشَابَهَ يَتَشَابَهُ تَشَابُهًا فهو متشابه).
    والتفاعل: غالبا ما يأتي بمعنى (التَّشَارُكِ، والتَّكَلُّفِ، وربما جاء للدلالة على قوة المعنى وزيادته).

    فقول الله تعالى " مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ " في وصف الزيتون والرمان، إما أن يقال فيه:
    كُلُّ وصف منهما عائد على موصوفه مُرَتَّبًا، فيكون (مُشْتَبِهًا) عائدا على الزيتون، (وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ) عائدا على الرمان، وإما أن يكون كل منهما عائدا عليهما جميعا، فتكون الحالات أربعًا:

    1- الزَّيْتُونُ مشتبه بالرمان.
    2- الرُّمَّانُ مشتبه بالزيتون.
    3- الزَّيْتُونُ غَيْرُ مُتَشَابِه مع الرمان.
    3- الرُّمَّانُ غَيْرُ مُتَشَابِه مع الزيتون.
    وهذا الثاني عليه جميع المفسرين فيما أعلم.


    لكن تَنَبَّهْ:
    المراد بالزيتون والرمان شَجَرُ كلٍّ منهما لا نفس الثمرة، وقد كانا في الأصل اسمين للثمرتين، ثم أصبحا علمين على الشجرتين، والعرب تفعل هذا كثيرا، فنزل القرءان بلسانها، أو على تقدير حذف مضاف كما في قوله -تعالى-: (واسأل القرية)، أي: واسأل أهل القرية، وهو ما نص عليه الطبري.

    حينئذ ثَمَّ شَبَهٌ بينهما مِن وجه، وليس هناك شَبَهٌ مِن وجه آخر.


    فالذي يناسب معنى (مشتبه) هو (المبالغة أو الالتباس) كما تقول: اِرْتَدَّ فُلان، أي: بالغ في الرِّدَّةِ.

    فالمعنى: (أن الزيتون والرمان بينهما وجه شبه قوي في شكل ورق كل منهما وهيئته ومنظره)، ولذلك ناسب أن يُؤتى بمعنى مشتبه من المبالغة في هيئة كل منهما).



    أو من الالتباس بمعنى الاشتباه، أي: اشتبه الزيتون والرمان إذا التبس كل منهما بالآخر فصعب التمييز بينهما.

    وعلى القراءة الثانية (متشابها وغير متشابه) يكون متشابه بمعنى مشتبه، أو بمعنى المبالغة في وجه الشبه مع التشارك فيه؛ لأن زيادة المبني تدل على زيادة المعنى أصالة.


    والذي يناسب معنى (متشابه) هو (التشارك) فيكون كُلٌّ مِن الزيتون والرمان لا يشارك أحدهما الآخر في الطعم والرائحة، مع كون التشارك لا يمنع من وجود الالتباس ووجه الشبه بينهما في غير هذا الوجه كما سبق إيضاحه، ولذلك ناسب أن يُؤتى بمتفاعل، فقد عاد عدم التشابه إلى الثمر.

    أو يكون بعضُ ثمر الزيتون والرمان مُشْتَبَهًا، وبعضُه غيرَ مُتشابه.
    قال الحسن: "منها ما يشبه بعضه بعضًا أي: مِن الزيتون ما يُشبه الرمان، ومِن الرمان ما يُشبه الزيتون- ومنها ما يخالف" فأعاد الضمير على نفس الثمرة.


    وقيل: كل منهما بمعنى الآخر، يقال: اشتبه الشيئان وتشابها، كاستويا وتساويا.
    ======================
    والحق عندي:
    أن المُرَادَ: كُلٌّ مِن شجر الزيتون والرمان مشتبه بالآخر وغير متشابه في بداية إنباته ونشأته، لا في نفس الهيئة الحاصلة بعد ذلك!!، ثم لا يتشابهان في الثَمَرَةِ بداهة، وهو ظاهر قول ابن عباس وقتادة، بل لا يجوز أن يُفسر قولهما بخلاف ذلك، حيث قال قتادة فيما أخرجه ابن جرير: "مشتبها ورقه، مختلفا ثمره".


    ولذلك إذا نظرت إليهما بعد تكوينهما لا تجد هذا التشابه؛ ولأن الرب -جل وعلا- يتكلم عن الإنبات والإخراج من الأرض؛ حيث قال -تعالى-: «وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ».
    ======================
    فالمعنى: "وأخرجنا شجر الزيتونِ والرمانِ مشتبهًا وغير متشابه"، ولذلك نُصِبَ كل مِن (الزَّيْتُونِ وَالرُّمَّانِ) عطفا على جنات، ومُتَعَلَّقُ جَنَّاتٍ في الأصل هو (أخرجنا) لكون (جنات) معطوفا على (نَبَاتٍ) مَعْمُولِ أخرجنا، أو نُصب كل منها على نزع الخافص.

    ويؤيد هذا قوله جل وعلا- بعدها: «انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ»، أو على قراءة أهل الكوفة: بضم الثاء والميم على جمع الثمار.



    فقد كان الكلام أولا على الشجر وورقه قبل الإثمار والإيناع اللذين هما النضج والإدراك، فعُلم أن التشابه وغير التشابه يكون في الشجر أو في ورقه لا في نفس الثمرة، فإنهما غير متشابهين أصلا.


    فالمراد إذن:
    إذا اشتبه عليكم شجر الزيتون والرمان أو لم يشتبه فانظروا إلى الثمر كيف خرج مختلفا مع كون شجر كل منهما مشتبها بالآخر في النشأة أو غير متشابه، هذا وجه الإعجاز، بيد أن الضمير في ثمره يعود على كل ما سبق ذكره من (النخل والأعناب والزيتون والرمان)، والله أعلم.

    ================
    وكتب / أبو زياد محمد سعيد البحيري
    غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمؤمنين


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ما الفرق بين مشتبه وغير متشابه؟ في قول الله - تعالى - " وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ". Rating: 5 Reviewed By: محمد سعيد البحيري
    إلى الأعلى