إعراب الجمل السبعة التي لها محل من الإعراب

  • اخر الاخبار

    الأحد، 17 يونيو 2018

    الرد على الجرجاني وابن الحاجب وابن هشام الأنصاري في إعراب قوله تعالى "خلق الله السموات" وبيان الصواب في ذلك



    كان في ذهني قبل أن أتكلم عن مسألة مهمة، ألا وهي: "لماذا خالف ابن هشام عامة النحاة من السلف والخلف معربا كلمة "السماوات" مفعولا مطلقا في قوله -تعالى-: "خلق الله السموات" ثم نسيت، وإذا بالشيخ محمد سميح -جزاه الله خيرا- قد تكلم عنها على صفحته، وبين أن ابن هشام إنما فعل ذلك لسببين:


    الأول: معتقد ابن هشام الذي هو معتقد الأشاعرة.
    الثاني: التعليل الفاسد الذي ذكره الجرجاني وتبعه على ذلك الزمخشري وابن الحاجب وابن هشام.


    وهذا منشور الشيخ محمد فلترجعوا إليه على هذا الرابط

    =======================
    ثم علقت عليه وأضفت بعض الإضافات التي سأذكرها لك، وبعد أن تقرأ المنشور والتعليقات ستعلم أنه:


    1- لا يجوز أن تعتني بعلم من العلوم إلا بعد إتقان علم الاعتقاد والمنهج.
    2- بيان وعورة المسألة ودقتها.
    3- لا يجوز أخذ أصول العلم إلا عن شيخ.
    4- فائدة أهل السنة، وفضلهم على غيرهم، وألا تصحب إلا سنيا.
    5- لا يجوز في الأصل أن تأخذ العلم عن المخالفين لأهل السنة.
    6- التقليد مذموم ولو كان في النحو!! لمن قدر على أن يجتهد ويعرف الحق بدليله.
    7- لا يجوز لك أن تستقل بنفسك بالقراءة دون أن تعرض ما أشكل عليك على شيخ أو طالب علم.
    8- لا يتكلم متكلم في علم من العلوم البتة ولو كان علم النحو أو التصريف أو غيرهما إلا وينصر مذهبه واعتقاده سواء شعرت أو لم تشعر.
    وغير ذلك
    =========================
    وهذه هي الإضافات التي ذكرتها على منشور الشيخ محمد سميح بارك الله فيه:


    قلت:
    جزاك الله خيرا يا شيخ محمد سميح.
    أُضيف إضافات:
    =========================
    الأولى:
    المفعول المطلق أو النائب عنه لا يقع ضميرا إلا إذا عاد الضمير إلى المصدر المذكور، أو إلى ما يقوم مقامه، والجرجاني والزمخشري وابن هشام وابن الحاجب ومقلدوهم تناقضوا فلم يجدوا مسلكا في إعراب: "والسماء بنيناها"، و" خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ"!!!.


    بخلاف الضمير في "أعذبه" في قوله -تعالى-: "فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ". فصح إتيانه ضميرا نائبا عن المفعول المطلق لعوده إلى المذكور، فماذا هم قائلون في "بنيناها، وخلقه"؟
    ================
    الثانية:
    الفعل المتعدى لا يتعدى إلى مفعولين أحدهما مفعول به، والثاني مفعول مطلق!!!، وقد اجتمعا في قوله -تعالى-: " فسواهن سبعَ سموات"!! فأين يذهبون؟
    ================
    الثالثة:
    ذكر الشيخ العلامة محمد علي آدم الأثيوبي "الأتيوبي" -حفظه الله- في "شرح نظم مغني اللبيب" -فيما أظن- أو في شرح الخلاصة: أن ابن هشام سني وافق الأشاعرة في بعض المعتقدات، بخلاف الجرجاني وابن الحاجب فهم موغلون في الأشعرية.
    ================
    الرابعة:
    إضافة إلى ما ذكره الشيخ محمد سميح -بارك الله فيه- من اعتقاد الأشاعرة فإن الله -جل وعلا- لم يقل: "خلق الله خلقا" بل قال: " خلق الله السموات" وبين الاثنين فرق من أوجه، أحدها: أن الخلق اسم حدث غير معين، بخلاف السماوات فإنه اسم ذات يدل على عين قائمة مسماها السماوات.


    ولا تكون السماوات عند جميع العقلاء صفة للخلق نفسه، فلا يقال: "خلق الله الخلقَ السماواتِ"؛ إذ لا يصح أن تقع صفةً في اللفظ، ولا في التقدير، كالتي في قوله -تعالى-: اذكروا الله ذكرا كثيرا" وقوله: "واذكروا الله كثيرا"!! فإن كثيرا صفة لـ "ذكرا" المذكور أو المنوي المقدر، كالتي في قوله -تعالى-: " وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا" أي: صدا كثيرا، فتبين حينئذ أن السماوات موجودة بالصفة، وليست هي عين الصفة، ولا وصفا من أوصافها، وهذا دليل عند كل عاقل على أن "السموات" ليست مفعولا مطلقا، ولا نائبا عن المفعول المطلق.
    ===============================
    ثم ليست السماوات مرادفة للخلق
    ولا هي مصدر يوافقه في الاشتقاق
    ولا هي تدل على نوع المصدر
    ولا هي آلة من آلاته
    ولا هي من الكلمات التي تقع مفعولا مطلقا؛ كـ "أي الكمالية"، و "كم، وأي" الاستفهاميين، وكـ " كم الخبرية"، ولا نائبا عنه
    ولا هي تدل على عدده
    ولا هي اسم إشارة يُشار به إلى المصدر
    ولا هي لفظ "كل وبعض" مضافين إليه


    فلا ينطبق عليها شرط من شروط المفعول المطلق البتة، فتبين إذن أنها لا تقع مفعولا مطلقا ولا نائبا عنه، لا في الاصطلاح ولا في المعنى.


    ==============================
    أما قول ابن الحاجب في "الأمالي" (2 /702):
    " خلق الله السموات. من قال: إن الخلق هو المخلوق، فواجب أن تكون " السماوات" مفعولا مطلقا لبيان النوع. إذ حقيقة المصدر المسمى بالمفعول المطلق أن يكون اسما لما دل عليه فعل الفاعل المذكور، وهذا كذلك. لأنا بنينا على أن المخلوق هو الخلق، فلا فرق بين قولك: خلق الله خلقا، وبين قولك: خلق الله السماوات، إلا ما في الأول من قولك: خلق الله خلقا، وبين قولك: خلق الله السماوات، وإلا ما في الأول من الإطلاق وفي الثاني من التخصيص. فهو مثل قولك: قعدت قعودا وقعدت القرفصاء".


    فالرد على قوله:
    " من قال: إن الخلق هو المخلوق، فواجب أن تكون " السماوات" مفعولا مطلقا لبيان النوع".


    فرق بين اسم الذات واسم الحدث عند جميع العقلاء، والخلق في حق الرب -جل وعلا- صفة ذات وصفة فعل، وصفة الفعل كخلق السماوات وخلق الأرض، وخلق آدم، ليست هي عين صفة ذاته، ثم إننا نقول: الخلق تارة يأتي بمعنى المخلوق، وتارة أخرى يأتي بمعنى الحدث، وهو في الآية صفة من صفات الله الاختيارية التي تعلقت بمشيئته -سبحانه-، وهذا الخلق بدلالة اللغة والشرع واتفاق العقلاء وقع بعد أن لم يكن واقعا.


    ثم إن الحدث لا يتعين معه زمن إلا بالفعل العامل فيه، فإنا إذا قلنا: "خلق" مجردا عن الأفعال، لاختلف عن قولنا: "سماوات" مجردا عن الأفعال، فالثاني اسم ذات، والأول اسم معنى، ولا يصح أن ينوب أحدهما عن الآخر البتة، أما المفعول المطلق الذي يكون لبيان النوع فإنه لا يخرج عن اسم الحدث، بل يكون كذلك مصرّفا ولو من مادة أخرى!!


    ======================
    أما قوله: " إذ حقيقة المصدر المسمى بالمفعول المطلق أن يكون اسما لما دل عليه فعل الفاعل المذكور، وهذا كذلك. لأنا بنينا على أن المخلوق هو الخلق، فلا فرق بين قولك: خلق الله خلقا، وبين قولك: خلق الله السماوات، إلا ما في الأول من قولك: خلق الله خلقا، وبين قولك: خلق الله السماوات، وإلا ما في الأول من الإطلاق وفي الثاني من التخصيص. فهو مثل قولك: قعدت قعودا وقعدت القرفصاء".


    فالرد عليه:
    هذا تعليل ميت!!؛ لأنه يصح أن نُظهر المفعولَ المطلق، فنقول: "خلق الله السماوات خلقًا بديعا" !!، واتفق النحاة على أن ما ناب عن المفعول المطلق لا يجوز أن يَظهر مع المفعول المطلق، بل بإضافة الأول إلى الثاني، أو بتقدير أحدهما وحذف الثاني، أو بذكر الأول وعود الثاني إليه.


    ثم إن المخلوق هو الخلق غير المقيد، أما إذا قُيد فإن المخلوق هو ما وقع بصفة الخلق!! وفرق عند جميع العقلاء بين أن يقال: خلق الله خلقا"، وبين: "خلق الله الأرضَ وآدمَ والشمسَ والقمرَ والسماواتِ خلقا".


    ولأن العطف على المفعول المطلق لا يكون من جنسه البتة، وهذا بغير خلاف بين النحاة، وهذا لا يتفق مع قولهم في إعراب: "خلق الله السماواتِ والأرضَ" بأن الأرض مفعول مطلق أيضا!!! فتفطن.
    إلا إذا كان للتوكيد أو التكثير؛ نحو: "أكرمته إكراما وإكراما وإكراما".


    =========================
    وأما قوله:
    "فهو مثل قولك: قعدت قعودا وقعدت القرفصاء" ففاسد، بل هو دليل على أنه أخذ من الحدث مع الاكتفاء بذكره عن الحدث، ولذلك يصح تقديره على إضافة المصدر إليه، فنقول: "قعد زيدا قعودَ القرفصاء، ورجع رجوعَ القهقري، بخلاف "خلق الله السماوات" فلا يصح أن نقول: "خلق الله خلقَ السماوات".


    ثم لو صح لما صح ذكره مع ما ناب عنه، فلا يقال: "قعد القرفصاء قعودا"، بخلاف قولنا: "خلق الله السماوات خلقا بديعا".


    ثم لو صح ذكره لكان مخالفا للاعتقاد، وعلم النحو يُستمد من الكتاب والسنة، لا أن نضع قاعدة عقلية ثم نحرف نصوص الشرع كي توافقها!!


    ثم هو تحريف لكلام سيبويه الذي غيّر ابن الحاجب معناه؛ إذ قال في "الكتاب" (1/ ص7):


    "واعلم أن الفعل الذي لا يتعدى الفاعل يتعدى إلى اسم الحدثان الذي أخذ منه؛ لأنه إنما يذكر ليدل على الحدث. ألا ترى أن قولك قد ذهب بمنزلة قولك قد كان منه ذهاب. وإذا قلت ضرب عبد الله لم يستبن أن المفعول زيد أو عمرو، ولا يدل على صنفٍ كما أن ذهب قد دل على صنف، وهو الذهاب، وذلك قولك ذهب عبد الله الذهاب الشديد، وقعد قعدة سوء، وقعد قعدتين، لما عمل في الحدث عمل في المرة منه والمرتين وما يكون ضربا منه. فمن ذلك: قعد القرفصاء، واشتمل الصماء، ورجع القهقري، لأنه ضرب من فعله الذي أخذ منه".


    ===========================
    وأما قول الجرجاني في "أسرار البلاغة" كما في شرح التصريح (1/ 81):
    "إذا قلنا خلق الله العالم، فالعالم ليس مفعولا به، بل هو مفعول مطلق؛ لأن المفعول به هو الذي كان موجودا فأوجد الفاعل شيئا آخر، كقولك ضربت زيدا فإن زيدا كان موجودا، وأنت فعلت به الضرب، والمفعول المطلق هو الذي لم يكن موجودا، فحصل بك والعالم لم يكن موجودا، بل كان عدما محضا، والله أوجده وخلصه من العدم، فكان العالم المفعول المطلق وهو المصدر، ولم يكن مفعولا به".


    فالرد عليه باختصار:
    أن تعريف المفعول المطلق بهذا الرسم لم يقل به أحد من النحاة واضعي هذا العلم؛ كسيبويه والخليل والكسائي، الذين هم أعلم به من الجرجاني والزمخشري وابن الحاجب وابن هشام !! بل هي بدعة أشعرية دخلت في كتب النحو لنصرة عقيدتهم الفاسدة، كما بينه الشيخ أبو عائش محمد سميح جزاه الله خيرا.


    والحق أن يقال: إن المفعول المطلق هو الاسم المبين لفعل الفاعل المشتق منه، أو مؤكدا له!!
    ولم أقل: الاسم المنصوب؛ لأنه قد يكون مرفوعا!!


    قال سيبويه في "الكتاب" (1/46):
    " هذا باب ما يكون من المصادر مفعولا فيرتفع كما ينتصب إذا شغلت الفعل به، وينتصب إذا شغلت الفعل بغيره.
    وإنما يجيء ذلك على أن تبين أي فعل فعلت أو توكيدا.
    فمن ذلك قولك على قول السائل: أي سير سير عليه؟ فتقول: سير عليه سير شديد، وضرب به ضربٌ ضعيفٌ. فأجريته مفعولا، والفعل له.
    فإن قلت: ضرب به ضربًا ضعيفًا، فقد شغلت الفعل بغيره عنه. ومثله: سير عليه سيرا شديدا. وكذلك إن أردت هذا المعنى ولم تذكر الصفة، تقول: سير عليه سيرٌ وضرب به ضربٌ، كأنك قلت: سير عليه ضربٌ من السير، أو سير عليه شيء من السير.
    وكذلك جميع المصادر ترتفع على أفعالها إذا لم تشغل الفعل بغيرها"


    قلت:
    ولأنه يجوز على قول الجرجاني المخترع لنصره مذهبه الفاسد، والزمخشري، وابن الحاجب، ومن قلدهم أن نعرب كلمة "كذبا" في حق المخلوق في قوله -سبحانه-: "افترى على الله كذبا" مفعولا مطلقا !!! لأنه لم يكن كذبا قبل أن يقولوه، بل صار كذبا بعد أن قالوه، وهم لا يقولون بذلك، وهذا دليل تناقضهم على ما وضعوه من حد فتأمله.
    =================
    الخامسة:
    هذا قول الزمخشري كذلك!! كما في شرح التصريح (1/ 80 )


    والله أعلم
    وكتب / أبو زياد محمد سعيد البحيري
    غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمؤمنين


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الرد على الجرجاني وابن الحاجب وابن هشام الأنصاري في إعراب قوله تعالى "خلق الله السموات" وبيان الصواب في ذلك Rating: 5 Reviewed By: محمد سعيد البحيري
    إلى الأعلى