سؤال من أحد
الإخوة يقول فيه: أريد معرفة الحالات التي يجب فيها فتح همزة "إنَّ، وكسرها
"أنَّ" والحالات التي يجوز فيها الوجهان؟
_____________________________________
بسم الله،
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد
فالمواضع التي
يجب فيها فتح همزة إن وكسرها، وجواز الوجهين سبعة وعشرون موضعا، جمعها المختار ابن
بونا في احمراره زيادة على ابن مالك، فقال:
وَهَمْزَ إِنَّ
افْتَـحْ لِسَدِّ مَصْدَرِ *** مَسَدَّهَا وَفِـي سِوَى ذَاكَ اكْسِرِ
فافتح إذا أتتك
مفعولا بلا *** تردد أو مبتدا أو فاعلا
أوِ ان أتت
مجرورة أو نائبا *** أو خبرا عن غير قول وأبى
خبرها عنه كذا ما
أُتْبِعَا *** جميع ما ذكرته فاستمعا
واكْسِرْ فِـي
الابْتِدَا وَفِـي بَدْءِ الصِلَهْ *** وَحَيْثُ إِنَّ لِـيَمِينٍ مُكْمِلَهْ
أَوْ حُكِيَتْ
بِالْقَوْلِ أَوْ حَلَّتْ مَـحَلَّ *** حَالٍ كَزُرْتُهُ وَإِنِّـي ذُو أَمَلْ
وَكَسَرُوا مِنْ
بَعْدِ فِعْلٍ عُلِّقَا *** بِالَّلاَمِ كَاعْلَـمْ إنَّهُ لَذُو تُقَـى
أو وليت حيث وإذ،
وتنكسر *** صفة او خبر غير ما ذكر
بَعْدَ إذَا
فَجَاءةٍ أَوْ قَسَمِ *** لَا لَامَ بَعْدَهُ بِوَجْهَيْنِ نُمِي
مَعْ تِلْوِ فَا
الْـجَزَا وَذَا يَطَّرِدُ *** فِـي نَـحْوِ خَيْرُ الْقَوْلِ إِنِّـي أَحْمَدُ
وموضع التعليل أو
بعد أما *** حتى وواوٍ مفرد تقدما
يصلح للعطف عليه
رجحا *** من بعد لا جرم أن تنفتحا
_______________________________
وإذا أردتَ
التفصيل الذي يذكره النحاة فمواضع فتح الهمزة ثمانية، يجمعها ضابط واحد، وهو أن
تؤول مع ما بعدها بمصدر، وهي:
1- أن تقع مبتدأ
مؤخرا خبره شبه جملة مقدم، نحو قوله -تعالى-: "ومن آياته أنك ترى الأرض
خاشعة"
2- أن تقع مفعولا
به، نحو قوله -تعالى-: "ولا تخافون أنكم أشركتم بالله"
3- أن تقع فاعلا،
نحو قوله -تعالى-: " أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم".
4- أن تقع
مجرورة، نحو قوله -تعالى-: "ذلك بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا"، وقوله
-تعالى-: " مثل ما أنكم تنطقون"
5- أن تقع نائب
فاعل، نحو قوله -تعالى-: "قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن"
6- أن تقع خبرا
عن غير قول وامتنع خبرها عن الإخبار عنها، نحو قولك: "ظني أن زيدا كريم"
فظني: مبتدأ، والجملة منها واسمها وخبرها سدت مسد الخبر، وخبرها الذي هو كريم لا
يصح الإخبار به عن المبتدإ.
7- أن تكون هي
وما بعدها في موضع خبر لكان إذا كان اسمُها اسمَ معنى، نحو: "كنت أظن أنك
كريم".
8- أن تقع تابعة
لشيء مما ذُكر، نحو: قوله -تعالى- لبني إسرائيل: "وأني فضلتكم على
العالمين"
__________________________________
ومواضع كسر
الهمزة أحد عشر موضعا، يجمعها ضابط واحد وهو "أنه لا يصح أن تؤول مع ما بعدها
بمصدر"، وهي:
1- أن تقع في
الابتداء حقيقة، نحو قوله -تعالى-: "إن أعطيناك الكوثر"، أو حكما إذا
تقدم عليها حرف استفتاح، نحو قوله -تعالى-: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون"، أو أن تقع صدر جملة استئنافية، نحو: "زعمتني شيخا. إني
لست بشيخ"
كذلك إن وقعتْ
بعد حرف تحضيضٍ كـ هلا، أو رَدْعٍ كَـ "كَلَّا" كما في قوله -تعالى-:
"كلا إنها كلمة"، أو جواب، كـ نَعْم ولا، نحو: "نعم إنه جاء، لا
إنه.
2- أن تقع في صدر
جملة الصلة، نحو قوله -تعالى-: "وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه"
3- أن تقع في
جواب القسم نحو قوله -تعالى-: "والعصر إن الإنسان لفي خسر"، وقوله
-تعالى-: " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه "
4- أن تحل محل
الحال، كما في قوله -تعالى-: "وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم"
5- أن تقع بعد
فعل قلبي معلق عن العمل بلام الابتداء، نحو قوله -تعالى-: "والله يعلم إنك
لرسوله"
6- أن تقع بعد
حيث، نحو " جلست حيث إن زيدا جالس"، وفتحها بعد حيث لحن تتابع عليه
المتأخرون.
7- أن تقع بعد
إذ، نحو: " اذهب لأبيك إذ إنه غاضب"
8- أن تقع بعد
قول لا يتضمن معنى الظن، نحو قول عيسى -عليه السلام-: "قال إني عبد
الله"
9- أن تقع مع ما
بعدها حالا، نحو: قوله -تعالى-: "كما أخرجك ربك من بيتك بالحق، وإن فريقا من
المؤمنين لكارهون".
10- أن تقع في
خبرها لامُ الابتداء نحو قوله -تعالى-: "والله يشهد إن المنافقين
لكاذبون".
11- أن تقعَ مع
ما بعدها خبرا عن اسم عين، نحو: "زيدٌ إنه كريمٌ"، وكقوله -تعالى:
"إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا، إن
الله يفصل بينهم يوم بالقيامة".
______________________________
ويجوز فيها
الوجهان الكسر والفتح في ثماني حالات، وهي إذا أمكن الاعتباران، أعني:
"تأويلها ما بعدها بمصدر، أو عدم تأويلها"، وهي:
1- بعد إذا
الفجائية، ويُروي فيه قول الشاعر:
وكنت أرى زيدا
كما قيل سيدا *** إذا أنه عبد القفا واللهازم
يُروي بالوجهين،
فالكسر هو الأصل، بمعنى " فإذا هو عبد القفا". والفتح على معنى
"فإذا عبوديته هي"
2- أن تقع بعد
فاء الجزاء، نحو قوله -تعالى-: " أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده
وأصلح فأنه غفور رحيم"، وقُرئ " فإنه غفور رحيم".
3- أن تقع بعد
فعل قسم ليس له لام، نحو قول الشاعر:
أو تحلفي بربك
العلي *** إني أبو ذيالك الصبي
ويُروى
"أني"
4- أن تقع خبرا
عن قول ومخبر عنها بقول بشرط أن يكون قائل القولين واحد، نحو: " خير القول
أني أحمد الله، أو إني أحمد الله"
5- أن تقع بعد
أمَا، نحو: "أما إنك كريم" وأنك.
6- أن تقع بعد لا
جرم، والفتح حينئذ أكثر وأشهر، كما قال -تعالى-: "لا جرم أن الله يعلم ما
يسرون وما يعلنون".
7- أن تقع بعد
اسم مفرد يصلح العطف عليه، نحو قوله -تعالى-: " إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى
وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى" على قراءة الجمهور، وقرأ نافع وشعبة
"وإنك".
8- أن تقع مع
اسمها وخبرها في موضع لام التعليل، نحو قوله تعالى-: "وصل عليهم إن صلاتك سكن
لهم" وقرئ "أن صلاتك". أي: لأن صلاتك سكن لهم بتقدير لام التعليل.
وكتب / أبو زياد
محمد سعيد البحيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق