أيها الناس احذروا غَايَةَ
الحَذَرِ مِنْ فتن الشبهات والشهوات، فإنها حَسْرَةٌ في الدنيا وبعد الممات، فلا يغرنكم
الشيطانُ أو يَفْتِنَنَّكُمُ بِبُـرُوزِهَا وَعِظَمِ انتشارها، فإنه مُجْرِمٌ قاتل،
وَخَبِيثٌ سافل، وَمُخَادِعٌ مُخَاتِل، ومَاكِرٌ خَطِير، وَدَاهِيَةٌ شِرِّير، فلا
تَنْسَاقُوا وراءه، ولا تتبعوا خطواته، ولا تصدقوه حين يَسْتَحِثُّ رَغَبَاتِكُمْ،
ويُهَيِّجُ شَهَوَاتِكُمْ.
فالحذر الحذر، فإن
الفتن تَجْلِبُ لكم الوَيْلَات، وَضُرُوبًا مِنَ البَلِيَّاتِ.
يا مَنِ انهزمتَ نَفْسُكَ
حين مُوَاقَعَتِهَا، وارْتَخَتْ أَعْصَابُكُ عندها، غير مُكْفَهِرٍّ عنها، فارتميتَ
في أحضانها، بعد أن أغواك الشيطان بها، ألم تعلم أن الموت أمامك، والقبر في
انتظارك، والجنة أو النار مآلاك، وأنت إلى دَارِ الخُلْدِ أقرب من دَارٍ أنت
تاركها.
فاحذروا عباد الله، فالأمر
خطير، والتوبةُ واجبة على كل أَحَدٍ، لا يسُتثنى مِنْ ذلك أحد، وَمَا أُبَرِّئُ
نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ
رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق