الخميس، 1 يناير 2015

توجيه قراءة أبي جعفر وغيره في قوله تعالي " وإذ قُلْنَا للْمَلَائِكَةُ اسْجُدُوا" بضم التاء التي حقها الجر



قال الله تعالي " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" البقرة (34.

قرأ أبو جعفر من رواية ابن وردان بضم التاء في الملائكة " لِلْمَلَائِكَةُ اسْجُدُوا"، في مواضع البقرة والإسراء والكهف وطه ، وله إشمام التاء بالضم أيضا كما قال ابن الجزري، ووافقه في قراءة ضم التاء الشنبوذي والأعمش، وكذا وافقه ابن جماز في موضع سورة طه.
ومن المقرر نحويا أن اللام حرف جر، والملائكة اسم مجرور باللام وجره كسرة ظاهرة على آخره، فكيف جاءت التاء مضمومة هنا ولم تأت مجرورة، وقراءة أبي جعفر متواترة.

والجواب على ذلك بحول الله:
أن العرب أحيانا تلحق الحرف الأخير بالحرف الذي يليه تخفيفا للنطق وتسهيلا للانتقال، وهنا أُلحقت التاء بالجيم فأخذت الضمة منها، كما فعلت العرب في الحمدِ لِله، وكذا الحمدُ لُله، وهناك بعض قبائل العرب تكره الضمة بعد الكسرة لثقلها، وهي لغة أزد شنوءة كما نقلها أبو حيان.

وعلل ذلك أيضا بأن التاء أشبهت ألف الوصل، والمعلوم أن ألف الوصل تسقط لأنها ليست بأصل، فكذلك التاء في الملائكة أيضا تسقط لأنها ليست بأصل، وقد أثر عن العرب قولهم الملائك بدون التاء.

أما ما ذهب إليه أبو على الفارسي وكذا الزجاج وابن جني والنحاس من تخطئة أبي جعفر فلا يتابعون عليه لأن القراءة متواترة، وهي لغة عند العرب كما تقدم، وقد رد قولهم ابن الجزري في النشر وأبو حيان في تفسيره.

وعلى ذلك يكون الإعراب كما يلي:
للملائكة ُ اسجدوا:
اللام حرف جر، والملائكة اسم مجرور بحرف الجر (اللام) وجره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالضم العارض للإتباع.
والجار والمجرور متعلق بقوله (قلنا).
واسجدوا: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأمثلة الخمسة.
والواو: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والألف فارقة.
والجملة الفعلية: مقول القول في محل نصب مفعول به.

وكتبه
أبو زياد محمد بن سعيد البحيري المصري



هناك 5 تعليقات: